قبل أن يبلغ الموت غايته قال لي.. هلا.. وقفنا على الماء إن النهاية تعني ابتداء الطريق وان الرفاق يظنون أن الحقيقة وهم وان الصداقات تعني الضياع وان الأماني حريق قلت مهلاً فما زال في الحكي متسع لا تقل.. مل مني الرفاق سوف تحيا طويلاً وتبقى نبيلاً سوف يعتادك الصدق خلاً وفياً ويختارك الشعر أوفى صديق سيدي.. سيدي كيف ننسى الذي صب في لغة الرمل مهجته فغدا الرمل خابية للكروم وسقى النخل من ورده فتساقطن حبات نور من الوجد مسكرة كالغيوم كيف يخبو الضياء وقد عطر الأرض واستنبت الحلم مشتعلاً في سكون النجوم إيه.. ريح الصبا هل تناسيت إذ ساقك الفجر من ضفة الغار مستلماً قبلة النور حتى تدليت من نخلة بالعقيق إيه... صحراءنا كيف مرت عليك الشقوق التي سطرت فيك قافية من سمو الجزيرة من شمسها والتراتيل في وجنة الفخر ساقية من رحيق صاحبي.. صاحبي كل يوم تعلمنا الريح درساً جديداً وعمراً فريداً ونمتاح من اغتراب القوافل لحن الخلود لا تموت القصيدة إن عطرت بحرها بالفؤاد الجريح ابتداء وبالروح هاربة من سموم القيود صاحبي قد أدرت لنا مهجة الصبح حتى بلغنا بها موطن الشمس وسلكنا السماء طريقاً اهتدينا بإيماءة البرق وركبنا لها قاصفات الرعود لن نعود ووضاح ما زال بالقرب منا ينادي وصوت المغني جريح لن نعود سوف نمضي وبوابة الريح تطلبنا الوصل ما بين نخل وشيح صاحبي لن نعود وأنشودة الحب منا تنادي بقلب فصيح.. ما أصعب الفقد ما أقسى الغياب وهل يغني التذكر عن فقد المحبينا ما اقصر العمر ان ضاعت مطامحنا زيف الحكايات لحنا في تلاقينا ما ابعد الموت عن شعر سرى مثلا.. بنتم وبنا فما جفت مآقينا قلت إذ عطل الصحب أخلاقهم وتنادوا الى قصعة مصبحين ستجوعون ويبقى لنا بعدكم كل فعل نبيل لن تنالوا الخلود ستعيشون في دهشة الفقد لكن أرواحكم تتلظى على قبس من جحود إيه يا راحلاً للسماء كم تمنيت أن لا تكون وكنت لنا البابلي وكنت المغتني وكنا على اثر الشعر نمضي نردد ما قلته للحقول سوف تبقى لنا سيد البيد والشعر فاتحة للنبوءات تلهمنا الوقت ان غربتنا الفصول وتمنحنا الأرض ان خاننا الدهر أو استوت فوق أحلامنا ناقصات العقول امضي الى محراب شعرك والمنى قدري وتاريخي أمامي من لهفة بالروح من عطر ينز به الشمال وتنتشي طرباً عظامي اشتق قافيتي وارسم في فضاء العمر ملحمة البقاء على السلام للشعر للحرف المغرد للصباح البكر للأشواق في ظلل الغمام امضي وأنت هناك تكسو الشعر حلته وتمنحه البقاء على الدوام في ساحة العثرات ما بين الخوارج والبوارج ضج بي صبري وأقلقني مقامي فمضيت للمعنى أحدق في أسارير الحبيبة كي أسميها فضاقت عن سجاياها الأسامي ألفيتها وطني وبهجة صوتها شجني ومجد حضورها الضافي مناي وريقها الصافي مدامي.