في أول ظهور له في بطولة رسمية مجمّعة بدأها بإثارة المشاكل واتهام ستّة لاعبين بهروبهم عن الاستجابة لنداء الوطن، واختتمها بتخليه عن اللاعبين أثناء تنفيذ ركلات الترجيح أمام كوريا الجنوبية وقبيل نهاية اللقاء، تاركاً لاعبيه لوحدهم في الملعب ليرمي الضغط النفسي عليهم ويهرب من الملعب.. هذه باختصار قصة المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني مع «الأخضر» في كأس آسيا 2023 التي خرج منها منتخبنا خالي الوفاض. الظهور لرجال الإعلام واتهام نجوم منتخبنا بتقصيرهم تجاه الواجب الوطني كانت أول سقطة للإيطالي مانشيني، وواصل تخبطاته باستدعاء بعض الأسماء في اللحظات الأخيرة من انطلاقة البطولة.. وبثت هاتان السقطتان عدم الاطمئنان لعشاق «الأخضر» وبأنه لن يذهب بعيداً. في المؤتمر الصحفي قبل المباراة الأولى نثر مشاكل «الأخضر» ضارباً بأسرار المنتخب عرض الحائط، وأظهر للجميع أن اللاعبين الكبار غير مبالين بمنتخب بلادهم. وفي اللقاء الأول تقدم المنتخب العماني ولولا تألق علي البليهي لخرجنا بنقطة يتيمة. وفي اللقاء الثاني انحسبت أنفاسنا أمام منتخب تعرض اثنان من لاعبيه للطرد، وتنفسنا الصعداء مع الهدف الثاني بتسديدة فيصل الغامدي، ففرحنا بالتأهل وتجاهلنا الأخطاء الفنية التي حدثت، ليظهر مانشيني مجدداً ويصرح بأن منتخبنا غير مرشح للبطولة. وأمام تايلند عجزنا عن هز شباكهم. وفي أول اختبار حقيقي أمام «الشمشون الكوري» بدأ اللقاء بتشكيلة مختلفة عن بقية اللقاءات السابقة، وسلم اللقاء للخصم بالمبالغة الدفاعية واكتفى بالمشاهدة، ليدرك الكوريون التعادل بعد أن ذاد الحارس أحمد الكسار عن مرماه كثيراً، وانهار الدفاع رغم تألقهم في اللقاء. وأثناء تنفيذ ركلات الترجيح لم يكلف مانشيني نفسه بالوقوف مع الجهازين الفني والإداري، وبعد ضياع ركلتي ترجيح هرب كما يهرب الجبناء من المعارك، ضارباً باللاعبين والجماهير عرض الحائط، وكأن لا ناقة له ولا جمل في ما حدث، وبعذر أقبح من ذنب برر تصرفه بأن اللقاء انتهى، معتقداً أنه هرب من فعلته، ولكنه زاد الطين بلة، إذ من المفترض أن يتجه للاعبين ويشد من أزرهم ويواسيهم على الخسارة والخروج من البطولة.