فيما وصفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنه فاقد السيطرة على كذبه في ظل حشره في الزاوية بسبب ضغوط الدعوة إلى صفقة المحتجزين والولايات المتحدة، أثار مقتل 24 ضابطاً وجندياً إسرائيلياً خلال ال24 ساعة الماضية في مخيم المغازي وسط غزة غضبا جديدا امتد إلى أوساط المسؤولين والسياسيين والمجتمع. وأظهر إعلان مقتل الضباط والجنود الإسرائيليين، منهم 21 في كمين بمنطقة المغازي و3 في مواجهات مع المقاومة الفلسطينية، حالة الهزيمة المعنوية التي تعيشها القيادات الإسرائيلية وغرقها في وحل غزة رغم أنها تحاول المناورة بالتهديد بتوسيع الصراع ليشمل محور فيلادلفيا. وأقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن جيشه يعيش أصعب الأيام منذ اندلاع الحرب ويبذل قصارى جهده للحفاظ على حياة الجنود، فيما قال عضو مجلس الحرب بيني غانتس: ثمن باهظ يدفعونه مقابل هذه الحرب. واعترف وزير الأمن القومي المتشدد إيتمار بن غفير بحالة الانكسار الذي يواجهونه وتحطم المعنويات. ووصف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري المعارك الدائرة في خان يونس جنوبي قطاع غزة بالقاسية، مبيناً أن الجنود القتلى كانوا في مبنى أثناء قصفهم من قبل المقاومة الفلسطينية بالقذائف الصاروخية مما أدى إلى انهيار المبنى. وألقت الخلافات الإسرائيلية بثقلها على خطط حكومة بنيامين نتنياهو وحربها ضد الشعب الفلسطيني، خصوصاً بعد مطالبة زعيم المعارضة يائير لابيد بتحديد موعد للانتخابات بدلا من المشاجرات في زمن الحرب. ويواجه نتنياهو اتهامات بإطالة أمد الحرب للتهرب من المساءلة القانونية في قضايا الفساد، وبحسب مراقبين فإن نتنياهو أسير لليمين المتطرف الذي يرفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويعرقل الوصول إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف الحرب. وذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن قبول نتنياهو بوقف الحرب وإنجاح الصفقة يعني فقدانه للظهرين زعيمي الحزبين اليمينيين المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير اللذين سيغادران الائتلاف الحاكم، وهو ما يجعل نتنياهو تحت رحمة غانتس وإيزنكوت الذي يمتلك حزب الوحدة الوطنية صاحب المقاعد اللازمة لإبقاء الحكومة واقفة على قدميها إذا غادرتها الأحزاب اليمينية المتطرفة، لكنهما سيرغبان في استبداله في أقرب وقت ممكن.