الرياضة السعودية الرسمية بدأت منذ عقود طويلة وكانت لها بدايات صعبة ولكن كان الاهتمام من القيادة كبيراً وملحوظاً. الأمير خالد الفيصل يكاد يكون أول مسؤول رسمي عن الرياضة منذ أكثر من 50 عاماً، وكانت الرياضة حينها من اختصاص وزارة الشؤون الاجتماعية، وما يسجله التاريخ اقتراحه حول بطولة دول الخليج العربي التي كان لها الأثر الأكبر في تطوير رياضة كرة القدم على جميع الأصعدة. الأمير الراحل عبدالله الفيصل صاحب الأيادي البيضاء على الرياضة بشكل عام والنادي الأهلي بجدة بشكل خاص، وكان من أهم الداعمين له ولغيره من الأندية بما فيها نادي الاتحاد. مرحلة انتقالية هامة عاشتها الرياضة السعودية بتعيين الأمير الراحل فيصل بن فهد كرئيس عام لرعاية الشباب، وهذا عهد مهم امتد لعقود مع خلفه الأمير سلطان بن فهد ومن بعده أمير القانون الرياضي نواف بن فيصل، تحقق معها الكثير من الإنجازات الرياضية لعل أهمها من الناحية القانونية تأسيس اتحاد كرة القدم بالانتخاب الكامل لأعضاء مجلس الإدارة، وإنشاء جهاز القضاء الرياضي في اتحاد القدم، وتأسيس المحكمة العليا الرياضية في اللجنة الأولمبية. الأمير عبدالله بن مساعد بدأ معه تحويل الرئاسة إلى هيئة تولى قيادتها بعد ذلك المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه حالياً. ثم الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل بطل سباقات السيارات الرياضي المعروف، حيث تحولت الهيئة إلى وزارة، وفي إطار رؤية 2030 ومن خلال برنامج جودة الحياة تأسس واقع جديد للرياضة السعودية ربطت بشكل عام مع السياحة والترفيه والثقافة لدعم الاقتصاد والإعلام والسياسة الخارجية للدولة في ما يعرف بالقوة الناعمة. استضافت معها السعودية أحداثاً رياضية عالمية كبرى في كرة القدم والسيارات والفروسية، وفازت باستضافة الكثير من الفعاليات والبطولات الدولية والقارية والعالمية للسنوات القادمة، أهمها وأبرزها كأس العالم 2034. عام 2023 بما احتواه من استضافة فعاليات والفوز باستضافة أخرى والتعديلات القانونية الكبرى لهيكلة رياضة كرة القدم بنجاح في الأندية الأربعة الكبرى واستحواذ شركة أرامكو على نادي القادسية، وهيئة العلا على نادي الصقور نادي نيوم الآن. ما ذكره ولي العهد عن الأثر السياسي والإعلامي والاقتصادي عن الرياضة في مقابلته مع قناة فوكس الأمريكية يؤكد أن هذا العام يعتبر عام إعادة التأسيس للمنظومة الرياضية بشكلها الجديد بما يحتوي من 100 اتحاد رياضي يتطلب إجراء تعديلات وتطوير كبير على المنظومة القانونية والإدارية للرياضة على مستوى الوزارة والاتحادات والأندية وكذلك للقطاعات التي تدير وتملك أندية رياضية من الجهات الحكومية أو القطاع الخاص لضمان نجاح التجربة الاستثمارية للرياضة وضمان الاستدامة والبعد عن الفساد وتعارض المصالح وسوء استخدام المال والسلطة وتحقيق جميع الأهداف الرياضية والاجتماعية والترفيهية والاقتصادية التي يتطلع إليها الجميع. تمكين الرياضة النسائية بدأ بتعيين الأميرة ريما بنت بندر وكيل رئيس هيئة الرياضة، ومن ثم الآن الرئيس للجنة المرأة في اللجنة الأولمبية بالإضافة إلى الرئاسة الفخرية للأولمبياد الخاص وكذلك رئيس مجلس إدارة شركة كياني المعنية بالمرأة بعد أن سجلت لجنة المسؤولية الاجتماعية التي دشنت في عهد الأمير نواف بن فيصل ودعمت خلال رئاسة الأمير عبدالله بن مساعد أول حضور نسائي في الرياضة السعودية بشكل رسمي. الاستثمار الرياضي واقع جديد يتطلب تعديل مجمل قوانين العمل الرياضي ولوائحه بالوزارة واللجنة الأولمبية لتعزيز مكانة الجمعيات العمومية للاتحادات والأندية الرياضية فهي المسؤولة عن الشفافية والنزاهة وتعارض المصالح والتنافسية وتطوير الأداء الإداري والرياضي.