قيل: الإنسان يولد ومعه هدايا فطرية ضرورية لحياته ومستقبله، تبقى مغلقة دون توظيف، حتى نقرر استخدامها؛ للمؤلف الأمريكي «ستيفن كوفي».. وأقول: من لديه الإرادة والقِيم سوف يستأثر بالفضائل بجانب أخلاقه الفطرية، ومن امتلك الفضيلة أصاب «الحِكمة» وظفر بخلاصة تجارب الناس.. إذن؛ ما الطريقة للتعامل مع من ظهر عليهم علامات الفضائل في السيما والسمت؟، وكيف نتزود بالحِكمة عند اختلال شيم البعض؟. •• •• •• حين نرى الحياة بقلوبنا لا بأعيننا، وبسواعد تنبع من الروح وأفكار مفعمة بالأمل؛ سوف نتفاءل بالفضيلة لنرى القوة عند الصعوبة.. أما عندما نرسم لأنفسنا حلقة ضيقة مملؤة بالشقاء والهموم عند كل عتبة فرج؛ سوف نستبشر بالرذيلة لنرى الصعوبة عند القوة.. فلا يلوم الزمان من يضع أمامه الأحزان ويجعل الحياة انتصاراً أو هزيمة، هؤلاء تنبعث منهم روائح كريهة لا يحدها سقف. •• •• •• بين تفاؤل عند الفضيلة وتشاؤم عند الرذيلة؛ إما صدق شعوري حلماً بحياة أمتع، أو خصوبة جهل تنشر يُبوسة تُمزِّق الأقنعة.. وبين من يُسجِّل ما يراه ويعيشه بفضائله، ومن يبيع المُثُل والقيم برذائله؛ أحلام جائشة إما توقاً للسعادة أو تهللاً بالشقاء.. وبين مستفيق من أفكار تشاؤمية متضائلة مع مرور الأيام، ومتكئ على جمال استثنائي حميم؛ حياة سعيدة لعُمر ينبعث من جديد. •• •• •• في الإطلالة على كل زوايا الفضيلة ودغدغتها ونيل شهادة عشقها؛ ضوء مبهر وشمعة مضيئة تزرع في دورب صاحبها محطات ملونة.. وفي الإنصات إلى صوت ذواتنا بعمق ودفء؛ إضاءة لشعاع لوعة نفس تغسل أرواحنا بأناقة، وتجبر الآخرين على الاتجاه إلينا حشوداً.. ومن يهب لنفسه بيادر إخلاص ليكتسي الفضيلة ويخلع عنه الرذيلة؛ سيضيف لذاته أمجاداً رحيبة من خيلاء روحه توقف عنه الظلمة. •• •• •• عند كلام الداعية «محمد الغزالي»: «لا تعلِّق بناء حياتك على أمنية يلدها الغيب»؛ بحثٌ عن فجر جيد حافل بالشموس الدافئة.. وأولئك المرجئون الحاملون عصى الرعونة والجهل؛ غاصوا في وحل دورب لزجة لا تنتهي، وانغرسوا في طوفان العجز عن مواصلة الحياة.. فإذا استمرأ هؤلاء بالبعاد عن المشاعر النادرة التي منحها الله للإنسان؛ تسقط عنهم أجزاء كثيرة من حياتهم البلورية المغلفة بالجُنْحة.