حين أردت الكتابة نيابة عن أهالي المدينة لوداع أمير واستقبال أمير؛ وقفت حائراً: ماذا أكتب؟، ومن أين أبدأ، خصوصاً أنني لا أكتب عن نفسي إنما عن أهلي وإخوتي وأحبتي من أبناء طيبة الطيبة، فأفعالهم وأعمالهم عنوانها: الوفاء والحب والود والوداد.. ودَّع أهل طيبة «فيصلاً» وداع الحب والصدق مستذكرين مواقفه وأعماله الجليلة.. واستقبلوا «سلمان» استقبال الولع والإخلاص، مرحبين به وبمجيئه.. فما أجمل وفاء أهل المدينة بين وداع أمير سابق «فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز» واستقبال أمير حالي «سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز». •• •• •• في وداع «فيصل» ظهرت محبة أهل المدينة له بكلمات شكر وتقدير على ما قدمه للمنطقة.. ودعوا حبيباً وإنساناً أحبهم فبادلوه الحب.. عقد من الزمان مضى في لمح البصر أميراً عليهم، شهد فيه إنجازات كبرى على أرض الواقع.. اعتناء كبير بالخدمات الصحية والتعليمية.. عناية خاصة للمشاريع التنموية؛ طرق وجسور.. رعاية للرياضة والرياضيين لإكمال مسيرة دعم الأندية المتواصلة من قبل القيادة الرشيدة.. بهذا الاهتمام الرائد أصبحت طيبة الطيبة في أجمل صورة؛ تنموياً واقتصادياً وسياحياً واجتماعياً ورياضياً. •• •• •• وفي استقبال «سلمان» كانت تلك الابتسامة الخلاّبة تعلو محياه، ابتسامة تعبّر عن شغف لخدمة المدينة وأهلها وزائريها.. كان حديثه عنوانا لمسؤول متطلع إلى الإنجاز والتطوير والبدء من حيث انتهى الآخرون، إذ قال: «سأكمل مسيرة البناء التنموية، تحقيقاً لتطلعات القيادة الرشيدة في هذه المدينة المباركة التي تعيش نهضة تنموية غير مسبوقة في مختلف المجالات». في ذلك اليوم استقبل «فيصل السلف» أخاه «سلمان الخلف».. استقبالاً يؤكد قوة التلاحم والمحبة والوفاء.. نموذج رائع لقوة التقدير بين أمير أعطى وقدم وآخر ينتظر دوره ليقدم ويعطي.. ومن ورائهما نائب أمير المنطقة الأمير سعود بن خالد الفيصل، الذي قال عنه «فيصل»: لم أرصد أي خطأ عليه طوال عمله في سنواتها الثماني.. هؤلاء الأمراء الثلاثة هم امتداد لنهج سار عليه آباؤهم وأجداهم بجَلَد من العطاء والعمل. هذه هي «طيبة» الزكية الزاكية بترابها الطاهر على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، الأرض التي يشتاق لزيارتها كل مسلم على أرض البسيطة.. وهؤلاء هم أهلها بابتساماتهم المانحة للتفاؤل، الخارجة من عمق الوجدان.. إنها المدينة وأهلها، الحديقة الغنّاء التي يستمتع بزهوها كل من يعيش فيها أو يزورها.