تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حربها على مناطق متفرقة من قطاع غزة لليوم ال69، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة الشهداء داخل القطاع إلى أكثر من 18 ألفا، وأصاب أكثر 50 ألفا، ورغم القصف العنيف والعشوائي على الأحياء المدنية واستخدام أسلحة متطورة وفتاكة في التوغل البري في عموم القطاع، لم يتمكن ثلاثة ألوية توصف بأنها قوات نخبوية في جيش الاحتلال من تحقيق أي من الأهداف المعلنة لحربها على غزة. ويرى عدد من المحللين العسكريين أن الحرب الإسرائيلية على غزة أصبحت مكلفة جداً، في ظل المواجهات الضارية مع عناصر المقاومة الفلسطينية في ظل الخسائر الكبيرة التي يمنى بها الجيش الإسرائيلي مما أحداث تصدعاً في الجبهة الداخلية وفي المجتمع الإسرائيلي، ربما تجبر القادة السياسيين والعسكريين داخل إسرائيل على إيقاف هذه الحرب. وقال الخبير العسكري المصري، وكيل جهاز المخابرات المصرية السابق اللواء محمد رشاد، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدار ال 69 يوماً الماضية، فشلت في إحراز أي حسم أو انتصار عسكري يذكر بقطاع غزة، كما أنها فشلت في السيطرة على مدن القطاع، وهو ما يؤكد أن المقاومة استطاعت الوقوف بكل قوة أمام شراسة المحتل، بل ألحقت به خسائر بشرية كبيرة جداً في دروع الجيش، مؤكداً أن نقل المصابين بمروحيات من مناطق الاشتباك دليل على صعوبة الاجتياح البرى. وأشار رشاد في تصريحات ل«عكاظ» أن صور الانتصار المزعوم الذي تحاول أن تبثه قوات الاحتلال التي من بينها تصفية القيادات الأولى لصفوف المقاومة هي محاولة يائسة لإرضاء الشارع الإسرائيلي، مبيناً أن استمرار الحرب ستخلف مزيداً من الخسائر في صفوف الإسرائيليين، كما أن الأحداث السياسية داخل تل أبيب أفرزت أنباء عن طلب إسرائيل وساطة الدولة المصرية للعودة لطاولة المفاوضات، وعقد هدنة إنسانية جديدة، ربما تتم تلك الصفقة خلال الساعات أو الأيام القادمة، وعلى إثرها سيتم أيضاً إتمام صفقة لتبادل للأسرى وإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة وهو ما يعني أن المقاومة تفاوض في الميدان. ولفت الخبير العسكري المصري أن الانقسامات التي ظهرت أخيرا إلى العلن بين الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير إلى وجود تغير في السياسة الأمريكية تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فالحرب الدائرة حاليا جعلت إسرائيل عبئا على الولايات، وهو انقسام يأتي في توقيت حساس وحرج قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية، فضلاً عن عدم نجاح إسرائيل في القضاء على حماس حتى الآن كما تعهدت وهو انقسام ربما يأتي في إطار الاتجاه إلى حل الدولتين لإنهاء الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وكذلك إزاحة الحكومة اليمنية الإسرائيلية المتشددة.