كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن الحرب الإسرائيلية أحالت شمال قطاع غزة إلى «منطقة غير صالحة للحياة»، مؤكدة أن الضربات لم تقتصر على إصابة الأهداف العسكرية فقط. وأفادت في تقرير لها، بأن القصف الإسرائيلي العنيف حول أحياء بأكملها إلى رماد، ولم تستبعد أن ينتهي جنوب القطاع تحت وطأة الغارات الجوية المكثفة إلى المصير ذاته. ورصد التقرير حجم الدمار الهائل الذي حلَّ في غزة، واحتمال أن يكون السكن في أجزاء منها حتى بعد انتهاء الحرب، أمرًا خطيرا للغاية، وفقا للخبير الأممي المتخصص بإزالة المتفجرات تشارلز بيرش. وأفصح بيرش الذي كان في غزة أثناء ذروة القصف الجوي أن مناطق القطاع باتت مليئة بالمئات إن لم يكن بالآلاف من الذخائر التي لم تنفجر بعد، بدءا من صواريخ حماس بدائية الصنع، وانتهاء بالقنابل المتطورة التي نقلتها الولاياتالمتحدة إلى إسرائيل. ورجح أن يصل منسوب التلوث بسبب مخلفات الحرب إلى حد لا يصدق، على غرار ما حدث إبان الحرب العالمية الثانية، مضيفا أن العمل على جعل غزة مكانا آمنا للعيش سيستغرق سنوات عديدة، مقدرا تكاليف إعادة إعمارها بملايين الدولارات. في غضون ذلك، أفاد تحليل لبيانات القمر الصناعي «كوبرنيكوس سنتينل-1»، أجراه مركز دراسات أمريكي، بأن نصف المباني في جميع أنحاء شمال القطاع دُمرت أو تعرضت لأضرار. وأضاف أن نحو 40 ألف مبنى تضرر في شمال القطاع. وحذر من أن تدمير البنية التحتية الحيوية له عواقب لسنوات قادمة على سكان القطاع الساحلي الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة. ولفتت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إلى أن واحدة من كل 10 ذخائر لا تنفجر، رغم أن العدد قد يختلف بحسب نوع السلاح وحداثته، وربما يتأثر بعوامل تشمل مدة وظروف التخزين والطقس، وطبيعة الهدف. وأكدت الصحيفة أن الوضع في غزة الآن يشبه، إلى حد ما الوضع في مدينة الموصل العراقية، بعد معركة تحريرها من تنظيم «داعش» عام 2017، وفي العام 2021، قالت دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام إنها أزالت ما يزيد على 1200 ذخيرة من قضاء «تلكيف» وحده، شمال الموصل.