نزار عبد الباقي – جدة نشرت صحيفة الغارديان مقالاً تحت عنوان "أدلة الأممالمتحدة تدين الرواية الإسرائيلية" تعرضت فيه لمحاولات الحكومة الإسرائيلية في الدر على تقرير القاضي غولدستون، وما ظلت تردده من أنها لم تتعمد الاعتداء على المناطق السكنية المأهولة بالمدنيين. وتشير الصحيفة إلى أن فريق التحقيق الخاص بالأممالمتحدة عثر على بقايا قنابل كانت الطائرات الإسرائيلية قد ألقتها على غزة، الأمر الذي يتناقض مباشرة مع ما جاء في التقرير العسكري الإسرائيلي بشأن الحرب على القطاع. وتضيف الصحيفة أن أعضاء فريق الأممالمتحدة المختص بمتابعة ومعالجة الجوانب المتعلقة بالألغام، والذين يعالجون ويعاينون بقايا الذخائر والمقذوفات في غزة، صرحوا لها بعثورهم على مخلفات قنبلة يبلغ وزنها 500 رطلاً كانت قد ألقتها طائرة مقاتلة على إحدى مطاحن الغلال وتسمى مطاحن البدر شمالي غزة خلال تلك الحرب. ويضيف التحقيق إن الصحيفة حصلت على صور تظهر النصف الأمامي من القنبلة التي كانت قد أُلقيت على المطاحن المذكورة وأوقعت بها أضرارا بالغة. وتمضي الصحيفة في وصف التناقض الحاد بين الحقائق المكتشفة حديثاً والمزاعم الإسرائيلية التي تحاول الخروج من مأزق غولدستون وتقول: هذا الدليل يتناقض تماماً مع ما ورد في الرد الإسرائيلي الذي حاول إخفاء الحقيقة وزعم بعدم استهداف المبنى المدني وأن الهجوم ربما وقع عليه عن طريق الخطأ، كما حاول الرد الإسرائيلي أن ينفي أن يكون الهجوم قد وقع أصلاً. وترجع الغارديان إلى تقرير القاضي ريتشارد جولدستون الذي كان قد اتهم إسرائيل بشن حملات منظمة ومحددة الأهداف على المدنيين في غزة، وأثبت التقرير أن الهجوم الإسرائيلي على تلك المطاحن هو جزء من الحرب الاقتصادية على الفلسطينيين لأنه كان يهدف إلى تدمير المطاحن الوحيدة في غزة وبالتالي تجويع الفلسطينيين، مما قد يشكل جريمة حرب. وركَّزت الصحيفة على تعمد إسرائيل تدمير مطاحن البدر خلال تلك الحرب على قطاع غزة التي استمرت 22 يوما متواصلة خلال الفترة من 27-12-2008 حتى 18 يناير 2009، مخلفة أكثر من 1400 شهيد و5400 مصاب. وأشارت إلى أن الفريق الأممي أكد ما جاء في تقرير جولدستون من أن الهجوم على تلك الطاحونة لم يكن هجوماً عابراً وإنما متعمداً، ورغم أن التقارير أكدت أنه لم يمت داخلها أحد فإن التركيز عليها يأتي لأنها طاحونة الدقيق الوحيدة العاملة في القطاع الذي كان قد سبق قصفه حصارً دام 18 شهرا. وتورد الصحيفة مقاطع من تقرير جولدستون قال فيه أن "إسرائيل استهدفت الطاحونة بشكل متعمد لتزيد من تجويع الشعب الفلسطيني والضغط عليه من خلال القضاء على إنتاج الدقيق في القطاع"، معتبرا أن ذلك "انتهاك للقوانين والأعراف الدولية بما يرقى لجريمة ضد الإنسانية"، ورافضا أي تبرير من الجانب الإسرائيلي. وأشار شهود عيان أن المطاحن قد استهدفت من قبل طائرات إسرائيلية، مؤكدين أنها "دُمرت تماماً ولم تعد خطوط الإنتاج بها صالحة للعمل. وأبان أحد مالكي المطاحن أن الخسارة المالية تُقدر ب 2.5 مليون دولار، مشيرا إلى أنه "كان هناك أربع مطاحن أخرى بالقرب من مطحنة البدر ولكن لم يتم استهدافها لسبب بسيط جداً هو أنها متوقفة أصلاً عن العمل.