نَجَم عن العمليات العسكرية في القرن ال20 «تَلَوُث» مساحات كبيرة من أراضي فلسطينالمحتلة بمخلّفات الحرب القابلة للانفجار. ووفق تقديرات «دائرة الأممالمتحدة للأعمال المتعلّقة بالألغام»، منذ النزاع الذي وقع عام 2014 مع إسرائيل، فإن نحو 6 آلاف جسم من الذخائر غير المنفجرة ربما لا تزال مطمورة تحت الأرض أو فوقها في قطاع غزة. وقد قُتل 16 شخصاً وجرح 97 آخرون بينهم 48 طفلاً، بسبب هذه المخلّفات. في إطار برنامج التوعية بأخطار الألغام الذي تنفّذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر قُدِّم عرض الدمى في غزة. وهو برنامج يهدف إلى زيادة التوعية في أوساط التلامذة والمعلّمين وترويج السلوك الآمن، لا سيما في شأن مخلّفات الحرب القابلة للإنفجار. ومع أن نحو ثلاثة أعوام انقضت على آخر حرب اندلعت في غزة، إلا أن أجساماً كثيرة من المخلّفات القابلة للانفجار لا تزال متناثرة في أرض القطاع. وهذه المسألة واحدة من تبعات الحرب التي تؤثر في سكانه، مع وجود أطفال كثر من بين من تبدّلت حياتهم إلى الأبد بسبب ذلك. وسيستغرق تطهير القطاع من هذه الأجسام سنوات عدة، وواقعياً سيبقى مستوى تلوّث معين على الدوام في المكان. ومع ذلك، يمكن لأطفال غزة أن يواصلوا استمتاعهم باللعب، وفي الوقت عينه يتعلّمون دروساً يمكن أن تُنقذ حياتهم من طريق أنشطة مثل برنامج التوعية بأخطار الألغام. فمثلاً، ينصت تلامذة مدرسة تونس باهتمام إلى عرض دمى للتوعية بأخطار مخلّفات الحرب القابلة للانفجار، وذلك في إطار البرنامج التوعية الذي تنفّذه اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ويشرح عصام أبو عبده (32 سنة)، الذي يمارس مهنة التدريس في مدرسة تونس منذ 8 سنوات، لتلامذته التصرّف الأمثل في حالة عثورهم على جسم من مخلّفات الحرب القابلة للانفجار، وهي توعية قد تتوقف عليها حياة أو موت. وعصام واحد من بين 87 معلّماً من 43 مدرسة في غزة تشارك في برنامج التوعية. يوضح أن بعض التلامذة «يعاني من الأرق ويخاف آخرون من البرق والرعد لأنهما يعيدان إلى الذاكرة أصوات القصف بالقنابل، التي يعرفون دويّها من خبرتهم بالحرب». ويضيف: «تلامذة كثر في مدارسنا أصيبوا بسبب الذخائر غير المنفجرة، لا سيما من يقيمون قرب المناطق الحدودية التي قُصفت مرات أثناء الحرب الأخيرة». دميتان تساعدان عصام في توضيح المعلومات للأطفال في شأن التصرّف الأمثل في حالة عثورهم على جسم غريب قابل للانفجار. يؤدّي محمد بسام (11 سنة) دوراً في عرض الدمى. يقول قبل أن يشرع في مهمته: «أستمتع بأداء دور في هذه المسرحية لأنني أساهم في توعية زملائي بأخطار مخلّفات الحرب القابلة للانفجار. أنبّههم إلى ضرورة عدم لمس الأجسام الغريبة لأنها قد تكون خطيرة، وربما تؤذينا أو تقتلنا أو تتسبب في بتر أطرافنا». * عن الموقع الإلكتروني للجنة الدولية للصليب الأحمر