استطاع الفنان الجنوبي أحمد الخزمري أن ينهج نهجاً مختلفاً عن أقرانه في الأسلوب التجريدي، في ظل ازدحام الساحة التشكيلية السعودية بالفنون التجريدية كونها منطلقاً للعديد من الفنانين على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي فحسب. وفي معرض «رهوة» الذي أطلقه أخيراً الأمير الدكتور سعد آل سعود، أسس الخزمري ب60 عملاً فنياً علاقة جديدة مع واقعه الاجتماعي لتوطيد كياناته الجديدة ورغبته في إظهار نوازعه الداخلية بأسلوب مرئي بصري يعطي المتلقي ذلك الشعور الخفي الأكثر جمالاً. ووضع الخزمري المتلقي أمام سيمفونية من الجمال جمعت التراث والطبيعة بألوان أكثر رومانسية وهدوءاً، تعكس شخصية الفنان الهادئة التي سيطرت على جميع أعماله خلال مشواره الطويل الذي امتد قرابة 30 عاماً في الساحة التشكيلية. لوحات الخزمري في المعرض كانت مساحات لونية تنبع من تأملاته وتسكنه ليظهرها على السطح لتعبر وتؤثر في المتلقي، وخرجت الأعمال من عوالمه التشكيلية لتنصب على اللوحات من خلال المادة واللون وضربات الفرشاة. وتعامل الفنان الجنوبي أحمد الخزمري بتقنية عالية على أسطح لوحاته من خلال اللون، ولا شيء غير اللون، كونه عنصراً حساساً يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأفكار الفنان وتوجهاته، وهذا ما جعل حضوره أكثر تألقاً وألقاً باكتساحه الفضاء بإيقاع بصري وفق جدليات وخلفية ثقافية نبعت من خبرته البصرية الطويلة بالمشاركات وإقامة المعارض، حتى استقر به الحال مستشاراً ومشرفاً عاماً على الفنون البصرية في الجمعية السعودية للفنون في جدة. وقال الناقد والكاتب والفنان الدكتور عصام العسيري، عن معرض الخزمري «تتميز أعمال الفنان أحمد الخزمري بفن التعامل مع الفضاء ومعالجته بالخطوط والألوان في مساحاته اللونية بقيم جمالية عديدة، تجذب انتباه المشاهد وتمنحه شعوراً بالارتياح، فتجربته الفنية الواسعة والممتدة لحدود ثلاثة عقود من الإبداع والمهارة في الإنتاج، تميّز خلالها بإبداع جماليات التدرّج اللوني وانتقاله بتناسب ومقدار من الغامق للفاتح من الألوان الباردة والحارة، وجمالية التوازن اللوني، حيث يوزّع ألوانه بتكافؤ في وسط اللوحة وأطرافها بشكل يوحي بالاستقرار البصري». وأضاف «الخزمري له أسلوبه الخاص في تحقيق مبدأ الانسجام والتناسق اللوني بتوافق وتناغم مع التباين والتنوع اللوني من خلال نغماته في القيم اللونية في حقل من حقول العمل، وكأن لوحاته سيمفونية مرئية، باختصار لوحاته عبارة عن تفاعل بين الشكل والفراغ، اللون والاستمتاع، الطبيعة والتراث». والخزمري يعد من التشكيليين السعوديين الذين أحدثوا أثراً في الساحة المحلية والخليجية، حيث شارك في العديد من المعارض محلياً ودولياً، وأقام عدداً كبيراً من المعارض الشخصية والثنائية والجماعية، ويعد مدرباً معتمداً للفنون وعضواً في العديد من الجمعيات التشكيلية داخل وخارج المملكة. حصل الفنان أحمد الخزمري على العديد من الجوائز، أهمها جائزة يوم الصحة العالمي 2002، والجائزة الأولى بمسابقة أبها الثقافية 2005، وجائزة الاقتناء بمسابقة السفيرالأولى 2002، والثانية 2005، وحاصل على جائزة روح القيادة في الرياض 2015، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم بمسابقة الزاهدية 2017، وجائزة سوق عكاظ المركز الأول 2017، كما حصل على عدد من الدروع والهدايا والاستحقاقات، وله مقتنيات عديدة في كثير من الوزارات والدوائر الحكومية.