عاد الفنان التشكيلي السعودي أحمد الخزمري من جديد للعزف على أوتار المخزون البصري الذي يمتلكه عبر حقبة زمنية طويلة، بداية من ولوجه عالم الفن التشكيلي كشاب هاوٍ منذ 25 عاما. يجسد الخزمري في معرضه «الغمام» (يقام حاليا في «نسما آرت» بجدة)، هويته التراثية ومحاكاته لإرثه البصري بمهارته المعهودة التي تدهش المتلقي، بألوانه الأكثر تمويجا على لوحاته باستخدام تقنيات وضربات الفرشاة في عملية لا يتقنها إلا الكبار. ما يميز معرض الخزمري الذي ازدحم ليلة افتتاحه بالفنانين والفنانات من داخل جدة وخارجها، هو ذلك التنوع البصري ومحاكاته لعنصر الحداثة اللونية في أعماله، وربطها بتراثه الأصيل وذكرياته القديمة؛ سواء في مسقط رأسه بالجنوب أو في «أزقة» وحارات جدة القديمة، إذ امتزجت لدى الفنان ثقافات مختلفة استطاع بها أن ينتج أعمالا جديرة، أشاد كبار التشكيليين السعوديين المؤسسين للفنون البصرية في المملكة، الذين أكدوا على ما حواه من مكنون بصري يسجل في تاريخ التشكيل السعودي. ويعد الخزمري أحد أهم التشكيليين السعوديين الذين يبحثون عن الجديد، ويملك علاقة قوية بين أقرانه الشباب وبين أساتذته، فأضحى رمزا فنيا راقيا في الساحة التشكيلية. من جانبه، أكد مدير صالة تسامي للفنون البصرية محمد العبلان أن معرض الخزمري أحد المعارض المهمة في تاريخ «الجالري»، ويحمل تاريخا فنيا يشرف.