عاد موسم النزهات البرية وعاد معه الجدل: هل إشعال النار على الكثبان الرملية مخالف أم لا؟! فالأمن البيئي يحذر ويعتبر الكثبان الرملية من الغطاء النباتي، بينما المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي يعتبر الأرض التي ينبت فيها العشب والنبات هي المعنية بمنع إشعال النار دون وجود فاصل يفصل بين النار والأرض ! وسبق أن سألت رئيس المركز الدكتور خالد العبدالقادر، في حوار تلفزيوني في برنامج في العلن، سؤالاً مباشراً عما إذا كانت الكثبان الرملية «الطعوس» من الغطاء النباتي فنفى ذلك، لكن يبدو أن الاتجاه الآن عند كثير من الناس هو أن يأخذ المتنزهون الحذر ويقطعوا الشك باليقين باستخدام الأوعية و«المناقد» في أي مكان بالصحراء تفادياً للبس والوقوع في الحرج مع أي جهة معنية بحماية البيئة ! هذا الخلاف في التفسير بين جهتين حكوميتين معنيتين بالبيئة يعد من الخلاف المحمود، ويصب في النهاية في صالح حماية البيئة، وتنطبق عليه قاعدة «سد الذرائع»، ففي النهاية يمكن الاستمتاع بإشعال الحطب باستخدام الأوعية والمناقد وفي نفس الوقت ضمان حماية الأرض سواء كانت أرضاً منبتة أو غير منبتة ! وبعض المعتادين على النزهات البرية وهواة رعي الإبل والأغنام باتوا يؤكدون في المجالس على التحسن الهائل الذي طرأ على الغطاء النباتي منذ أن أنشئت الهيئات والمراكز الخاصة بحماية البيئة النباتية وتنظيم الرعي، والحقيقة أنه تحسن رائع يجني البلاد والعباد حصاده بتخفيف العواصف الترابية وتنمية النباتات وحماية مستقبل الرعي وبالتالي تنمية الثروة الحيوانية ! يجب هنا أن أشيد بجهود الأمن البيئي، ومراكز وزارة البيئة والمياه والزراعة التي قامت على أسس احترافية لتؤدي أعمالها بإتقان وتأثير واقعي، بعد أن كانت الأجهزة البيئية في السابق عاجزة عن القيام بدورها ربما لضعف إمكاناتها أو عدم وجود الأنظمة التي تمكنها من ممارسة دورها ! باختصار.. الجميع رابحون من حماية البيئة وتنمية الغطاء النباتي، الأرض والنبات والحيوان، وبالتأكيد الإنسان !