صفقة كبرى يجري التحضير لها حالياً برعاية مصرية، بموجبها يتم الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقابل إفراج حركة حماس عن العسكريين الإسرائيليين الموجودين بحوزتها، على أن تكون «الضامن» في تلك الصفقة الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال فترة التنفيذ. وكشف مصدر مسؤول مطلع بالملف الفلسطيني أن أزمة اليوم الرابع والأخير من وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، المقرر لها اليوم (الاثنين) انتهت تماماً بتبادل الأسرى بين حماس وحكومة الاحتلال، بعد تعثرها لعدة ساعات، لرفض حماس الأسماء المفرج عنها، لكونها أسماء غير المطلوبة والمدونة في الاتفاق بين الطرفين، وهو ما دفع الحكومة المصرية لإجراء اتصالات ومفاوضات على مستوى عال مع الجانب الإسرائيلي، حتى تم إنهاء الصفقة خوفاً من تعطلها والعودة إلى نقطة الصفر مرة أخرى. وأضاف المصدر ل«عكاظ» أن زيارات دائمة ومستمرة لمسؤولين لدى تل أبيب مع القاهرة خلال الساعات الماضية، كان من نتائجها تمديد فترة تبادل الأسرى لمدة يومين، تبدأ غداً (الثلاثاء) يتم على إثرها تبادل 20 إسرائيليا مقابل 60 فلسطينيا محتجزين لدى السجون الإسرائيلية (10 إسرائيليين مقابل 30 فلسطينيا في اليوم الواحد). ووصف الخبير في الشؤون الفلسطينيةبالقاهرة إبراهيم الدراوي تمديد الهدنة بأنه «خطوة أولى مهمة» لتحويلها لهدنة دائمة للسماح بالعمل على الحل السياسي بين فلسطين ودولة الاحتلال، وللوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار، وإنفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية بشكل كاف ومستدام لجميع مناطق القطاع، وكذلك دعم الجهود الدولية الرامية لإنشاء ممرات إنسانية، لاحتواء الأوضاع الإنسانية المتدهورة وغير المسبوقة في غزة. وعن مدة فترة الهدنة قال الدراوي إن حماس أبلغت دولتي التفاوض مصر والقاهرة بأسماء الأسرى الجدد لدى إسرائيل المطلوب الإفراج عنهم خلال الساعات القادمة، وسط تأكيدات بعدم تغيير أسماء المطلوب الإفراج عنهم، كما حدث خلال الأيام الماضية، متوقعاً أن يتم تمديد مدة فترة وقف إطلاق النار أياما أخرى، بعد انتهاء مدة اليومين غداً (الثلاثاء) وبعد غد، بهدف إجراء المزيد من تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، خصوصا أن لدى حماس نحو 100 أسير مدني. وأشار الخبير في الشؤون الفلسطينية ل«عكاظ» إلى أن أزمة جثث الإسرائيليين سوف تكون حاضرة في المفاوضات القادمة، وسوف تتفاوض عليها حركة حماس، مدللاً على أنه من بين الأطفال الأسرى لدى حماس الذي سيتم الإفراج عنه غداً (الثلاثاء) فاقداً لأمه، متسائلاً: هل تستطيع حركة حماس إخراج جثث إسرائيلية تحت الأنقاض نتيجة قتلهم بصواريخ العدو؟ وهو أمر سوف تكشف عنه الساعات القادمة، مشدداً على أن هناك ضغوطا متزايدة من جانب الشارع الإسرائيلي على بنيامين نتنياهو، بشأن المصير الغامض للمحتجزين الإسرائيليين لدى حركة حماس بمن فيهم العسكريون، وهو ما تعمل عليه القاهرة حالياً، متوقعاً أن تنجح فيه خلال الأيام القادمة.