فيما تدخل الهدنة في غزة يومها الثاني، اتهم مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو إسرائيل بعدم الالتزام بكافة بنود الهدنة، وأن هناك العديد من الخروق. وقال النونو: الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بكافة المعايير التي تم الاتفاق عليها لإطلاق سراح الأسرى، إلى جانب الإخلال بالبنود المتعلقة بإدخال شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة بما فيها عدم السماح بإيصال المساعدات إلى شمال غزة ما يهدد مستقبل الاتفاق برمته، مضيفاً: «خرق الاحتلال الاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع ما سافر عن مقتل شخصين ولا زلنا نراقب بنود الاتفاق، ونوجه رسالة إلى الاحتلال والأمم المتحدة بأن أي أعذار غير مقبولة». وأوضح أن حماس قدمت مبادرة من جانبها لم تكن مشمولة ضمن الصفقة تمثلت بإطلاق سراح التايلنديين، وأن الحركة منفتحة على دور الوسطاء ومستعدة للبحث بشكل جاد للتوصل إلى صفقات جديدة. بدوره، توقع القيادي الفلسطيني بحركة فتح ياسر أبو سيدو اليوم (السبت) إفشال إسرائيل الهدنة لعدة اعتبارات سياسية، أهمها أن إسرائيل معروف عنها أنها ناقضة العهود، فضلاً عن سرعة التراجع عما اتفقوا عليه، مرجعاً رضوخ إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى سببين الأول محاولة التقاط الأنفاس للقيام بملحمة عسكرية جديدة ضد قطاع غزة، والثاني عدم قدرة الكيان المحتل على تحقيق أهدافه والسعي لمؤامرة أخرى يسعى للقيام بها خلال الأيام القادمة لتغيير موازين دقيقة في المعركة الشاملة. ووصف أبو سيدو الهدنة بأنها «هدنة الموت، خصوصاً أن أهالي غزة يواجهون الإبادة»، مضيفاً: «كنت أتمنى أن تشمل التهدئة كل قطاع غزة عبر السماح بالانتقال إلى الشمال، وهو أمر لم يحدث خصوصاً أن حياة الناس في قطاع غزة أصبحت لا تطاق بعدما دمرت قوات الاحتلال البنية التحتية بالكامل ومقومات الحياة وتحولت إلى خراب ولا تشم في شوارع قطاع غزة إلا رائحة الموت». بدوره، يرى الخبير في الشؤون الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي أن هناك محاولة لإفشال صفقة تبادل الأسرى ووقف الهدنة من جانب تل أبيب، ما دفع الوسطاء للتحرك، مبيناً أن الحكومة الإسرائيلية تعيش حالة انقسام على عملية الهدنة ووقف إطلاق النار، خصوصاً أن إسرائيل دفعت بأسماء غير التي طلبتها المقاومة الفلسطينية، ولذا تم الرفض، ما أدى إلى تأخير موعد الصفقة أمس (الجمعة). ولفت إلى أن اعتداء إسرائيل على المدنيين الذين توجهوا إلى منازلهم في الشمال تسبب في أزمة، وكان من المفترض أن يكون للمدنيين ممر آمن ووضع آلية لمنع الاعتداء عليهم أثناء وصولهم لمنازلهم خلال فترة الهدنة كون التعليمات الموجودة حسب الاتفاق الاعتداء على العسكريين فقط وليس المدنيين، مبيناً أن القاهرة تسعى حالياً للقيام بوساطة لإنهاء صفقة الأسرى العسكريين بين حماس وإسرائيل، ووقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الحرب بين الجانبين، متوقعاً أن يبذل الوسطاء جهوداً لتحويل الهدنة إلى وقف لإطلاق نار دائم.