حذر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من أن الوضع في قطاع غزة المحاصر يتصاعد في ظل غياب التحرك الدولي الفاعل، وفي غياب اتخاذ المجتمع الدولي المواقف اللازمة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية. وجدد الوزير خلال اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية مع وفد الخارجية الصينية في بكين اليوم (الاثنين)، التأكيد على أن الوضع كارثي في قطاع غزة، وشدد على أن اللجنة تتطلع إلى التنسيق مع الصين للدفع بحلول عاجلة للأزمة في غزة. وقال فيصل بن فرحان: «مازال الوضع في غزة خطيرا ويتصاعد مع الأسف في غياب تحرك دولي فاعل وفي غياب اتخاذ المجتمع الدولي المواقف اللازمة لوقف الاعتداءات والانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وهذا يؤكد ضرورة الاستمرار في تضافر الجهود والتنسيق والعمل سوياً للدفع باتخاذ المواقف والقرارات الضرورية لوقف القتل والدمار المستمر، ولوقف آلة الحرب الإسرائيلية». وأضاف «في هذا الإطار نتطلع إلى استمرار العمل والتنسيق مع الصين وكافة الدول المحبة للسلام للدفع بحلول عاجلة، مثنياً على موقف الصين من حل الدولتين ودعمها المستمر للوصول إلى الحل المستدام الذي لا يمكن أن يتم إلا عبر قيام الدولة الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية المعروفة». وشدد وزير الخارجية على أن «الحرب يجب أن تتوقف فورا، لا بد أن ننتقل إلى وقف لإطلاق النار فورا، لا بد أن تدخل المواد الإغاثية والمساعدات فورا، لا بد أن نتجنب المزيد من القتل والإيذاء للمدنيين». وتابع: «رأينا أعدادا مهولة من المدنيين تسقط حتى الآن، ومازلنا أمام تطورات خطيرة، وأزمة وكارثة إنسانية خارقة، تستوجب تحركا دوليا فاعلا للتعامل معها والتصدي لها بما فيها الانتهاكات المستمرة للقوات الإسرائيلية ومخالفتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في ظل غياب حراك وتفاعل واجب من المجتمع الدولي، وفي هذا الإطار لا شك أننا مقدرون لما تم في مجلس الأمن من قرار صدر خلال الرئاسة الصينية، ومع ذلك مازلنا نحتاج إلى المزيد من الجهود والتعاون، ونطمح إلى التعاون مع أصدقائنا في الصين وكل الدول التي تتحلى بمسؤولية وتقدر خطورة الموقف للعمل على إنهاء هذه الأزمة وهذا الوضع الخطير في أسرع وقت». من جانبه، أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، دعم بكين للدعوة الصادرة عن قمة الرياض لحل الدولتين وفقاً للقرارات الدولية ذات الصلة، كما دعا المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. وبدورهم، أكد أعضاء اللجنة الوزارية أهمية الوقف الفوري للتصعيد العسكري، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية، لتجنب تفشي الكارثة الإنسانية في قطاع غزة. وأشار أعضاء اللجنة الوزارية إلى أهمية تجنب المزيد من قتل المدنيين، مطالبين بتحرك المجتمع الدولي بشكلٍ فاعل للتعامل مع الأزمة والتصدي لجميع الانتهاكات المستمرة لقوات الاحتلال الإسرائيلي ومخالفتها المتكررة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي. وأعرب الوزراء عن رفضهم التام لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حرب ضد مفهوم حل الدولتين، وضد تقرير المصير، وضد الحرية والاستقلال، وضد الوجود الفلسطيني على أرض دولة فلسطين، مشيرين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب كافة أشكال وأنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني وآخرها قطع المياه والكهرباء ومنع حرية التنقل والحركة والعيش الكريم. وشدد أعضاء اللجنة الوزارية على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤوليته وخصوصاً الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، للتحرك باتجاه وقف الانتهاكات الصارخة التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووقف انتهاكات كافة القوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وممارساتها الاستفزازية التي من شأنها عرقلة مسار السلام وتهديد الأمن والسلم الدوليين. وكانت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية المشتركة غير العادية، التقت برئاسة وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، اليوم، بوزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي، في قصر الضيافة بالعاصمة بكين. وشارك في اللقاء أعضاء اللجنة الوزارية، وهم نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين في المملكة الأردنية الهاشمية أيمن الصفدي، وزير خارجية جمهورية مصر العربية سامح شكري، وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، وزيرة خارجية جمهورية إندونيسيا ريتنو مارسودي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه.