على مدى 18 عاماً هي عمر حياكتها للطاقية الفرسانية كانت الخالة مريم فرساني قريبة من الجميع وتحظى بتقدير من المسؤولين في المنطقة الذين وجدوا فيها حماسة المشاركة في جميع الفعاليات بما فيها مهرجان الجنادرية الذي يبقى شاهداً على تفانيها في مهنتها ومحبتها في نفوس زوار المهرجان الكبير. إذ بقيت تبتسم لزوار القرية التراثية طوال هذه السنوات وكانت تخفي جروح التعب والأحلام خلف تجاعيد وجهها المنهك، فهي كانت لا تمتلك منزلاً إلا في وقت قريب، وكانت مهنتها الوحيدة بيع التراثيات في دكانها بالقرية وعرضها للزوار من صناعتها وإبراز الموروث المحلي كان هدفها الأسمى. ويروي حمد دقدقي المشرف العام على القرية التراثية بجازان ل«عكاظ» أن الخالة مريم كانت من أعمدة القرية التراثية بجازان لمدة 18 عاما، فهي تبيع المنتوجات المحلية من صناعتها وتستقبل الزوار بشكل مستمر ولا تغيب عن مكانها، إضافة إلى مشاركاتها في الجنادرية، مؤكداً أن رحيلها خبر مؤلم لم يكن يتمناه لكنه قضاء الله وقدره، فقد انطفأت شمعة متوهجة بجازان نقلت عنه صورة حسنة لكل من عرفها وخيم الحزن على القرية وعلى جيرانها من الأسر المنتجة والبائعين. فيما يوضح سهيل الحمزي أن الخالة مريم لا تنسى من يرتاد محلها أو يقدم لها أي خدمة وكانت تتجاوب مع كل التغطيات الإعلامية منذ أن عرفها قبل 12 عاما، وتستقبل الزوار وتكرمهم ببشاشة روح وابتسامة، وإذا غاب عنها شخص لفترة وعاد إليها تسأل عنه أنت وين غايب، ونحن اليوم فجعنا برحيلها وعم الحزن على كل من عرفها. بينما ذكر علي زعلة وكيل إمارة منطقة جازان سابقاً أنه أنطفأت فجر اليوم إحدى شمعات التراث بمنطقة جازان، أيقونة البساطة والتلقائية والكفاح الشريف وخبيرة حياكة الطواقي التقليدية مريم الفرساني، التي حظيت بتقدير واحترام كبار المسؤولين بالمنطقة ومحبة وتفاعل زوار القرية التراثية، تغمدها الله بواسع مغفرته وألهم أسرتها الصبر والسلوان. وقد صلي عليها بعد عصر اليوم (الأربعاء) بجامع الأميرة صيتة بجازان ودفنت في مقبرة القعارية.