في ركن من أركان قرية جازان التراثية في أرض الجنادرية، تستوقفك إحدى الحرفيات ممن امضين سنوات وسنوات في مهنة عنوانها الصبر، حتى بدت على وجه تلك السيدة تجاعيد الزمن. في ذلك الركن، تتفن وتبدع الحرفية الخالة مريم الفرساني وتتشبث بحرفتها، حياكة الطواقي أو الكوافي الرجالية، أدوات حرفتها الإبرة والخيوط القطنية البيضاء لحياكة هذا النوع من الطواقي. الخالة مريم مازالت وفيّة لمهنتها الوحيدة فحافظت عليها من الاندثار، بل وشرعت في تسويق مهنتها من خلال مهرجان الجنادرية وغيره من المهرجانات، والتعريف بهذا المهنة التي تحتاج إلى مهارة فائقة وأنامل تبدع وتتقن، تعتمد على الخفة والسرعة. تقول الخالة مريم إنها أمضت ما يقارب 60 عاما صنعت آلاف الطواقي وبأشكال مختلفة، وإن أسعار الطاقية تختلف بحسب النوع، وقد تصل سعر الكوفية الواحدة إلى 70 أو 100 ريال. وقالت إنها قد تستغرق في عمل الطاقية وقتا من يومين إلى ثلاثة أيام، مشيرة إلى أن مهنتها تلقى إقبالا جيدا خاصة عند الأطفال والشباب.