فيما يواجه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش هجوما كبيرا من إسرائيل والمؤيدين لها على خلفية تصريحاته التي حددت الأسباب الرئيسية للحرب في غزة، تخوض واشنطن وموسكو في مجلس الأمن الدولي صراعا كبيرا في مشاريع القرارات بشأن فلسطين. وعرضت واشنطن اليوم (الأربعاء)، مشروع قرار بشأن غزة على مجلس الأمن الدولي وطلبت التصويت عليه، لكن روسيا قالت إنها لن تدعمه كونه لا يشير بشكل واضح إلى وقف إطلاق النار وستقدم مسودة مشروع قرار بديل. وشهد مجلس الأمن الدولي أمس جلسة عاصفة حول الحرب المشتعلة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة، في ظل إصرار واشنطن على ضرورة أن تكون هناك هدنة، فيما تشدد روسيا والدول العربية على وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية. لكن تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش التي قال فيها إنه يدين بشكل لا لبس فيه هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري، مؤكداً أن ذلك لم يحدث من فراغ وأن شعب فلسطين عاش تحت احتلال خانق لمدة 56 عاماً؛ أثارت غضب إسرائيل التي دعا فيها سفيرها لدى الأممالمتحدة جلعاد إردان لاستقالة غوتيريش من منصبه، فيما ألغى وزير خارجية إسرائيل اجتماعا كان مقررا اليوم مع الأمين العام للأمم المتحدة. وأعلن مندوب إسرائيل الدائم لدى الأممالمتحدة جلعاد إردان، أن بلاده سترفض إصدار تأشيرات لممثلي المنظمة العالمية بسبب موقف أمينها العام أنطونيو غوتيريش من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. بدوره، أعلن المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني شتيفن خيبشترايت أن بلاده تعتبر الدعوات لاستقالة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بسبب موقفه من النزاع في الشرق الأوسط غير مناسبة، قائلاً في مؤتمر صحفي: الوضع اليوم متوتر للغاية ويثير قلقا لدى الجميع، ولا أشعر بأن مثل هذه المطالب بالاستقالة تعد مناسبة في الوقت الراهن. وأوضح خيبشترايت أن الأمين العام للأمم المتحدة يتمتع بثقة الحكومة الألمانية. بالمقابل، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم: صدمت من إساءة فهم تصريحي في مجلس الأمن أمس ومن الخطأ القول إنني كنت أبرر الأفعال الإرهابية لحماس. وأضاف: «تحدثت أمس الثلاثاء عن مظالم الشعب الفلسطيني، وقلت إنها لا تبرر الهجمات المروعة التي شنتها حماس»، مبيناً أن النساء والأطفال هم أكثر من نصف ضحايا القصف المتواصل على غزة.