حذّرت الأممالمتحدة، الأحد، من مخاطر كارثية قد تنشأ عن الحالة الإعصارية «تيج»، التي بدأت تأثيراتها المباشرة في وقت سابق أمس في سقطرى، وهي في طريقها باتجاه محافظتي المهرة وحضرموت. وتأتي التحذيرات الأممية في وقت صدرت تحذيرات رسمية أبدت مخاوف من تحول «تيج» إلى إعصار من الدرجة الأولى. وذكرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» أن الحالة الإعصارية «تيج» تؤثر على أرخبيل سقطرى برياح وأمطار قوية، وهي في طريقها للتطور إلى إعصار استوائي شديد مع تأثيرات محتملة على محافظة المهرة شرقي اليمن، والحدود مع سلطنة عمان. وأضافت المنظمة أنه من المحتمل حدوث رياح مدمرة وعواصف خطيرة وفيضانات شديدة مع اقتراب النظام من سواحل اليمن، داعية الصيادين إلى عدم الصيد في البحر العربي، بسبب هذه الحالة المناخية. وحثت المنظمة الأممية الجهات المعنية على أخذ العاصفة الاستوائية «تيج» بعين الاعتبار في خططها ومراقبة الوضع، مشيرة إلى أنه يمكن للأنظمة الاستوائية أن تتطور بسرعة وتسبب أضراراً واسعة النطاق أثناء الهبوط. وقال مركز الإنذار المبكر، إن الحالة المدارية لإعصار «تيج» توحي بهطول أمطار شديدة على محافظة المهرة بكميات أكثر بكثير من سقطرى. وفي وقت سابق، أفاد المركز اليمني للأرصاد الجوية بهطول أمطار على جزيرة سقطرى، بلغت كميتها 24 ملم في محطة الأرصاد الجوية بمطار سقطرى، وكانت شديدة الغزارة خارج نطاق المحطة. إلى ذلك، أشاد رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي بتقديم المملكة العربية السعودية كافة أشكال المساعدة، وتدخلاتها الإنسانية للتخفيف من وطأة الآثار المحتملة للإعصار المداري الجديد «تيج» على المواطنين اليمنيين، وسبل عيشهم في المحافظات الواقعة ضمن نطاقه الجغرافي المفترض. وجاء ذالك خلال ترؤسه اجتماعاً موسعاً بمحافظ المهرة محمد علي ياسر، وأعضاء المكتب التنفيذي، عقب وصوله للمحافظة لمتابعة مواجهة تداعيات الإعصار المداري من الميدان، الذي دخل محافظة سقطرى أمس وفي طريقة لمحافظتي المهرة وحضرموت. ووجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الحكومة والسلطات المحلية بتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لفرق الطوارئ، والدفاع المدني، والأجهزة المعنية، وإنشاء وتأهيل مراكز الأرصاد والإنذار المبكر وتعزيز دورها في تحسين الاستجابة الاستباقية للمتغيرات المناخية. وشدد العليمي خلال الاجتماع، على أهمية مضاعفة الجهود والمسؤوليات المشتركة بين أجهزة الدولة والسلطات المحلية، وكافة الشركاء المحليين والإقليميين والدوليين، لمواجهة آثار الإعصار المداري الذي يدخل محافظة المهرة اليوم (الإثنين). وأشار الرئيس اليمني إلى أن زيارته لمحافظة المهرة في هذه الظروف الاستثنائية تأتي تأكيداً لموقف مجلس القيادة الرئاسي الداعم لجهود قيادة السلطة المحلية، ومشاركة أبنائها كافة التحديات، والتطلعات المنشودة في مختلف المجالات. ولفت في هذا السياق إلى الأعباء الكبيرة التي تحملها اليمن نتيجة الكوارث الطبيعية التي شهدها، ليجعله في صدارة الدول المتأثرة بالمتغيرات المناخية رغم عدم مساهمته بأي انبعاثات على هذا الصعيد، ما يتطلب دعماً دولياً مسؤولاً للحد من تداعيات هذه الكوارث التي تؤدي إلى فقدان مئات الأرواح والحيازات الزراعية سنوياً، مطالباً بدعم دولي لمواجهة آثار وتداعيات الإعصار. ولفت إلى أن اليمن تعرض للكثير من الكوارث الطبيعية والإعصارات المدارية، والتي مكّن دعم وتعاون المملكة العربية السعودية من مواجهة تداعياتها، حيث نفذت المملكة على مدى السنوات الماضية حملات إغاثية وإنسانية من خلال جسور جوية شاركت فيها فرق الإنقاذ السعودية والمروحيات، وتنفيذ جسور جوية لأعمال إمداد المواد الإغاثية وإنقاذ العالقين. وشكلت وزارة الزراعة والثروة السمكية بالعاصمة المؤقتة عدن، غرفة عمليات مشتركة، بالتنسيق مع فروع مكاتبها وهيئاتها في المحافظاتالشرقية، لمتابعة تطورات العاصفة الإعصارية «تيج». وأوضحت غرفة عمليات الوزارة، أنها تتابع باستمرار التقارير المرفوعة من فروع مكاتب الوزارة والهيئات السمكية ورفع نشرات أولاً بأول لمسار الحالة المدارية، حيث لم يتم تسجيل أي أضرار بشرية أو مادية حتى الآن. وذكرت أنه مع بداية تشكل السحب الركامية الماطرة يتجه الإعصار نحو سواحل محافظتي المهرة وحضرموت خلال الساعات القادمة، حيث تشير التقارير الجوية إلى سماء ملبّدة بالغيوم مع هطول أمطار غزيرة إلى شديدة الغزارة مصحوبة بالعواصف الرعدية على مناطق مسار الإعصار وعلى شرق خليج عدن، مع رياح إعصارية عاتية تراوح ما بين 90 و100 عقدة، وهبات تتجاوز 110 عقد في محيط العاصفة، فيما تكون الرؤية منخفضة جداً والبحر عالي الموج إلى هائج بالقرب من مركز العاصفة ما بين 7 و10 أمتار.