استبعدت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أية تأثيرات مباشرة ل(إعصار تشابالا) على مدينة جازان. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة حسين القحطاني في اتصال مع «الحياة» أمس (السبت) «حتى الآن لا يوجد خطر على سواحل جازان، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تتابع بشكل دقيق تحركات هذه العاصفة المدارية». وصنفت المنظمة العالمية للأرصاد التابعة للأمم المتحدة الإعصار بأنه من (الدرجة الرابعة)، متوقعة أن يضرب سواحل عمان واليمن غداً (الإثنين). فيما حذّر المركز الوطني للإنذار المبكر العماني قاطني محافظة ظفار من «ارتياد البحر خلال هطول الأمطار»، موجهاً بضرورة «متابعة النشرات والإنذارات الجوية حول تطورات الحال المدارية للإعصار المتوقع وصوله إلى سواحل عمان مساء الغد». وأكد المركز «احتمالية عبور الإعصار إلى اليابسة بشكل تدريجي ما بين سواحل محافظة ظفار، واليمن، مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي يصاحبها رياح نشطة»، مضيفاً أن «تأثيرات الإعصار غير المباشرة بدأت في الظهور من خلال تكون سحب منخفضة ستتسبب في هطول أمطار متفاوتة الغزارة، تؤدي إلى جريان الأودية وارتفاع أمواج بحر العرب إلى ما يزيد على سبعة أمتار». وكشف المركز أن «الخرائط العددية توقعت وصوله إلى سواحل عمان خلال 48 ساعة»، مشيراً إلى أنه «يتمركز الآن في وسط بحر العرب حيث وصلت سرعة الرياح السطحية بهذه المنطقة إلى 120 عقدة (225 كم/الساعة)، مبتعداً (حتى كتابة الخبر) 750 كيلومتراً من السواحل العمانية واليمنية». من جانبها أطلقت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في اليمن تحذيرات حملت اللون البرتقالي (التنبيه المتقدم) منذ أول من أمس (الجمعة)، وحددت المناطق المتوقع تأثرها شرق خليج عدن وأعالي البحار في محافظات المهرة، وحضرموت، وشبوة، والجزء الشرقي من أرخبيل سقطرى. وقالت: «إن العاصفة المدارية الشديدة (تشابالا) تتمركز على خط عرض 14:05 شمالاً وخط طول 60:06 شرقاً، ويبعد مركزها عن سواحل المهرة 925 كيلومتراً جنوب شرق، وعن شمال شرقي سقطرى 690 كيلومتراً». وتوقع المركز أن يتحرك الإعصار باتجاه الغرب نحو خليج عدن، يصاحبه غيوم وعواصف رعدية وأمطار غزيرة، إضافة إلى ارتفاع في أمواج البحر ما بين ثلاثة ونصف إلى خمسة أمتار. إلى ذلك، أوضحت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة كلير نوليس أن «اليمن لم تتعرض في السابق إلى إعصار استوائي، فيما تعرضت عمان إلى إعصار في 2007 نجم عنه 50 حالة وفاة وأحدثت أضراراً قُدرت ببلايين الدولارات»، مشيرة إلى «أن المنطقة الواقعة في شمال اليمن على مسار الإعصار غير كثيفة سكانياً، لكن ميناء صلالة العماني ربما تلحق به أضرار جسيمة». وأضافت «لا نتوقع أن يضعف الإعصار قبل أن يضرب اليابسة وربما كان على حدود الفئة الأولى، لكن حتى إن حدث ذلك فستصاحبه رياح شديدة في منطقة غير معتادة على أن تشهد مثل ذلك»، محذرة من أن «الرياح تمثل خطراً لكننا نتوقع أن يكون هطول الأمطار بالغ الخطورة». وتوقعت أن «تهدأ سرعة رياح العاصفة إلى 150-160 كم/الساعة قبل وصولها إلى اليابسة لتصل إلى 100-110 كم/الساعة»، مؤكدة أنه «مع ظروف تغير المناخ فإننا نتجه إلى منطقة مجهولة نتوقع أن نشهد في المستقبل حدوث تغيرات مناخية لم نرها من قبل، خصوصاً وأن هذا الإعصار من المتوقع أن يتسبب في فيضانات وانهيارات أرضية وضرر في البنية التحتية في الدول غير المستعدة لاستقبال مثل هذا النوع من الطقس».