أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن الظروف التي تعيشها دولة فلسطين في هذه الأيام هي ظروف ظروف غاية الصعوبة والقسوة. وقال إن الشعب الفلسطيني الأعزل يواجه عدوانا غاشما ووحشيا من قبل آلة الحرب الإسرائيلية التي تنتهك المحرمات والقانون الدولي الإنساني باستهدافها آلاف المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء والمنشآت دون تمييز، وخصوصا المشافي والمدارس ومراكز إيواء المدنيين الناجين من ويلات الحرب وقصف بيوتهم. وحذّر محمود عباس، في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته اليوم (السبت) في قمة القاهرة للسلام، المنعقدة في العاصمة المصرية (القاهرة)، من محاولات تهجير الشعب الفلسطيني في غزة إلى خارجها، كما حذر من أي عمليات طرد للفلسطينيين من بيوتهم أو تهجيرهم من القدس أو الضفة الغربية، مشددا بقوله: «لن نقبل بالتهجير، وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات». وأكد في كلمته «لقد طالبنا منذ اليوم الأول بوقف العدوان الهمجي على الفور وفتح ممرات إنسانية لإدخال المواد الإغاثية والطبية وتوفير المياه والكهرباء ولكن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لم تسمح بذلك»، مضيفاً: «من ناحية أخرى، نحذر من مواصلة اعتداءات قوات الاحتلال وإرهاب المستوطنين ضد المدنيين العزل في الضغة الغربية والقدس، واعتداءات مجموعات المتطرفين على المقدسات الإسلامية والمسيحية». وجدد التأكيد على الرفض الكامل لقتل المدنيين من الجانبين، وإطلاق سراح المدنيين والأسرى والمعتقلين كافة، وتابع: نلتزم بالشرعية الدولية، والاتفاقات الموقعة، ونبذ العنف، واتخاذ الطرق السلمية والقانونية لتحقيق أهدافنا الوطنية، هذه هي سياسات دولة فلسطين، ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وخلال كلمته، أشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هذه هي اللحظة التي يجب على الجميع التحلي فيها بالحكمة والنظرة نحو المستقبل، «ونحن نرى أن دوامة العنف تتجدد كل فترة، بسبب غياب العدالة والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وهنا نؤكد أن الأمن والسلام يتحققان بتنفيذ حل الدولتين المستند إلى الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدسالشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأممالمتحدة رقم «194» وبضمانات دولية وجدول زمني محدد للتنفيذ». ودعا محمود عباس مجلس الأمن إلى أن يتحمل مسؤوليته لحماية الشعب الفلسطيني، وحصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة واعتراف باقي دول العالم بدولة فلسطين، والذهاب إلى مؤتمر دولي للسلام برعاية دولية لتحقيق هدف السلام المنشود، معرباً عن شكره لجميع الأطراف المشاركة في القمة، وكل من يقدم يد العون للشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة والمصيرية، مختتما كلمته بقوله: «لن نرحل، لن نرحل، لن نرحل، وسنبقى في أرضنا».