فرّ أكثر من 15 ألف سوداني من سكان بلدة ود عشانا، التي تقع على الحدود بيمن ولاية شمال كردفان وولاية النيل الأبيض وسط السودان، بعد أن هاجمتهم قوات الدعم السريع. وقال السوداني الطيب عبدالباقي الذي فرّ مع أسرته من البلدة إلى قرية العديداب على بعد 10 كيلو مترات شمالا: «عشنا ساعات من الرعب.. قتل جاري وابن عمي بسبب الرصاص العشوائي»، مضيفاً: «فقدنا حيواناتنا والمعدات التي نستجلب بها مياه الشرب». وأشار عبدالباقي إلى أن الأوضاع في البلدة كانت هادئة حتى الأسبوع الماضي حين وصول قوة من الجيش أقامت غرب البلدة وبعد ثلاثة أيام تحرك الدعم السريع من (مدينة) أم روابة (ولاية شمال كردفان) التي سيطر عليها قبل شهر تقريبا وهاجم قوات الجيش ثم استباح بلدة ود عشانا. وأضاف عبدالباقي، الذي يقيم حاليا بقرية العديداب بمنزل أحد أقاربه مع ثلاث أسر أخرى من الفارين «انسحب الجيش إلى بلدة تندلتي بولاية النيل الأبيض على بعد 35 كلم شرق ود عشانا»، فيما قال أحمد، وهو أحد الفارين وصاحب متجر بسوق ود عشانا: تم نهب السوق تماما ولم نخرج إلا بما علينا من ثياب. وكانت قوات الدعم السريع قد أكدت عبر حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقا) أمس، السيطرة على حامية منطقة ود عشانا بولاية شمال كردفان، وهي آخر حامية حدودية للفلول مع ولاية النيل الأبيض. وتكدست في مدارس قرية العديداب عشرات الأسر الفارة من العنف والتي لم تحمل معها أي شيء، وهي تعتمد فقط على ما يقدمه أهالي القرية من مساعدات.