تبادلت روسياوالولاياتالمتحدة الاتهامات بزعزعة الاستقرار في إقليم ناجورنو قرة باغ في جنوب القوقاز، في ظل فرار الآلاف من الأرمن من منازلهم في الإقليم بسبب مخاوف من «تطهير عرقي»، بعدما شنت أذربيجان عملية عسكرية خاطفة الأسبوع الماضي. وكتب السفير الروسي لدى الولاياتالمتحدة أناتولي أنتونوف اليوم (الثلاثاء) عبر «تليجرام»: «نحض واشنطن على الامتناع عن الكلمات والأفعال شديدة الخطورة التي تؤدي إلى زيادة مصطنعة في العداء ضد روسيا في أرمينيا»، وجاء تعليق أنتونوف بعد تصريحات سابقة للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في أعقاب اتهام أرمينيالموسكو بعدم التدخل عند استيلاء القوات الأذربيجانية الأسبوع الماضي على ناجورنو قرة باغ قال فيه: «أعتقد أن روسيا أظهرت أنها ليست شريكاً أمنياً يمكن الاعتماد عليه». وهرب الآلاف من عرق الأرمن من إقليم ناجورنو قرة باغ الانفصالية أمس، بعد هزيمة مقاتليهم في عملية عسكرية خاطفة شنتها أذربيجان الأسبوع الماضي. وتعهدت باكو بحماية حقوق الأرمن الذي يبلغ عددهم نحو 120 ألفاً ويصفون قرة باغ بأنها وطنهم لكن لم يقبل بهذه التطمينات سوى قلة. وحمَّل رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان روسيا مسؤولية الفشل في ضمان أمن الأرمن، فيما قالت موسكو إن أرمينيا وحدها تتحمل مسؤولية انتصار أذربيجان في قرة باغ لأنها غازلت الغرب بدلاً من العمل مع موسكو وباكو من أجل السلام. ووصل مسؤولون رفيعو المستوى من الولاياتالمتحدة إلى أرمينيا أمس في أول زيارة من نوعها منذ قبول الأرمن في قرة باغ وقف إطلاق النار الأسبوع الماضي. وناشدت مسؤولة أمريكية كبيرة اليوم (الثلاثاء) أذربيجان بتسهيل توصيل مساعدات إنسانية ضرورية للمدنيين الأرمن في إقليم ناجورنو قرة باغ، واصفة الوضع هناك بأنه «مروع». وقالت رئيسة الوكالة الأمريكية للتنمية سامانثا باور خلال زيارة إلى أرمينيا: إن الولاياتالمتحدة ستقدم مساعدات إنسانية قيمتها 11.5 مليون دولار، مضيفة: من المهم للغاية أن يتم السماح للمراقبين المستقلين ومنظمات الإغاثة بالوصول إلى الناس الذين ما زالوا في حاجة ماسة إلى المساعدة في ناجورنو قرة باغ. فيما قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان اليوم(الثلاثاء) إن انفجاراً في مستودع للوقود في منطقة ناجورنو قرة باغ، أدى إلى إصابة مئات الأشخاص بحروق، مؤكدة أن الانفجار وقع أثناء فرار آلاف الأرمن من المنطقة. وذكرت اللجنة الدولية أنها تقدم المساعدة الطبية للمصابين بحروق وتنقل بعض الأشخاص بسيارات الإسعاف لكنها تواجه اكتظاظاً في المستشفيات وتعطلاً في حركة السير.