تجددت الاشتباكات بين أرمينياوأذربيجان مع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء العنف، الذي أسفر عن مقتل ما يقرب من مئة جندي في أعنف قتال بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين، منذ عام 2020. واتهمت وزارة الدفاع الأرمينية أذربيجان، المدعومة عسكرياً وسياسياً من تركيا، بإطلاق نيران المدفعية وقذائف الهاون واستخدام أسلحة في هجوم جديد. وأضافت: الوضع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية ما زال متوتراً، مؤكدة من جديد على موقف أرمينيا: من أن أذربيجان هي من اعتدت على أرضها ذات السيادة، وقُتل ما لا يقل عن 49 جندياً من أرمينيا و50 من أذربيجان: في اشتباكات الثلاثاء، وحملت كل دولة الأخرى مسؤولية تجدد القتال. وأثارت الاشتباكات مخاوف من نشوب صراع مسلح كبير آخر في أراضي الاتحاد السوفيتي السابق، في وقت ينشغل فيه الجيش الروسي بحربه في أوكرانيا. وقد يؤدي نشوب صراع كامل بين أرمينياوأذربيجان، إلى خطر انجرار روسياوتركيا، ويزعزع استقرار ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز، مثلما تعطل المواجهة حول أوكرانيا إمدادات الطاقة. واتهمت أذربيجانأرمينيا، المتحالفة عسكريا مع روسيا، بإطلاق قذائف هاون ومدفعية على وحداتها العسكرية. وقالت إن مدنيين اثنين أصيبا منذ اندلاع الاشتباكات. وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: تتعرض مواقعنا على نحو متفرق لإطلاق نار في الوقت الراهن. وتتخذ وحداتنا إجراءات الرد الضرورية. وأثار تصاعد العنف قلقا دوليا، كما دعت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي إلى ضبط النفس، وكثفت جهودها الدبلوماسية لإنهاء القتال. وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: إن روسيا يمكنها إما تقليب الأوضاع، أو استخدام نفوذها في المنطقة للمساعدة في تهدئة الأجواء. كما أجرى اتصالين منفصلين عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، لحثهما على إنهاء الأعمال العسكرية. ومن المقرر أن يصل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي تويفو كلار، إلى جنوب القوقاز لتسهيل الحوار بين باكو ويريفان. وأرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تقودها موسكو وفدا لتقييم الوضع على الحدود، بعد طلب من أرمينيا في أعقاب اندلاع الاشتباكات. وتقاتل أرمينياوأذربيجان بعضهما البعض منذ عقود، بسبب نزاع على منطقة ناجورنو قرة باغ، وهي منطقة جبلية معترف بها دوليا كجزء من أذربيجان، ولكن حتى عام 2020 كان يسيطر عليها تماما سكانها الأرمن. وكانت أذربيجان قد خرجت بمكاسب كبيرة في ناجورنو قرة باغ، في حرب استمرت ستة أسابيع في ذلك العام. وتندلع مناوشات بصورة دورية، على الرغم من وقف إطلاق النار بوساطة روسية.