تسعى رؤية المملكة لغرس المبادئ والقيم الوطنية، والمحافظة على تراث المملكة، المتوافقة أيضاً مع الأهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة كجعل الثقافة نمطاً للحياة، ومساهمتها في النمو الاقتصادي، وتعزيز مكانة المملكة دوليّاً، وتحقيق استراتيجية التراث نمط الحياة، والثقافة من أجل النمو الاقتصادي، والثقافة من أجل تعزيز مكانة المملكة دولياً.. وعملت الجهات المعنية، بتوجيهات القيادة، على حصر عناصر التراث الثقافي في عدد من المناطق، وفي هذا الشأن استضافت الرياض، الأسبوع الماضي، الدورة 45 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة «اليونسكو» بحضور نحو 3000 ضيف من 21 دولة ومنح الملتقى الفرصة للحضور للتعرف الكنوز التاريخية والحضارية في المملكة، وتوج الاجتماع بإلحاق الموقع الأثري النادر «عروق بني معارض» في قائمة التراث العالمي لينضم إلى 6 مواقع تم اختيارها من قبل: وادي الحِجْر (شمال غربي المملكة)، وتطلّ 153 واجهة صخرية منحوتة، وعدد من الآثار الإسلامية والقلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز. وثاني المواقع حي الطريف في وسط منطقة الدرعية التاريخية، اذ تأسست في القرن الخامس عشر، وفي القائمة جدة التاريخية بعمرانها الفريد وكذا مواقع جبة وراطا والمنجور «الشويمس» في منطقة حائل، بتاريخها الذي يعود عمره إلى أكثر من 10 آلاف سنة قبل الميلاد، التي انضمت إلى قائمة التراث العالمي في 2015 الى جانب واحة الأحساء. وسادس المواقع منطقة حما الثقافية أو بئر حما أو آبار حمى التاريخية في منطقة نجران؛ التي تضمّ أكثر من 34 موقعاً يزخر بالنقوش الصخرية والآبار على امتداد أحد أقدم طرق القوافل من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها. وأخيراً، أدرجت محمية «عروق بني معارض»، على قائمة التراث العالمي الطبيعي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو). وأكد وزير الثقافة التزام المملكة بحماية التراث الطبيعي، وتنميته بصورة مستدامة، انطلاقاً من حرص القيادة على التراث الطبيعي، ومكانته الاستراتيجية في رؤية السعودية 2030. واعتبر أن تسجيل المحمية في قائمة التراث العالمي ليونسكو كأول موقع سعودي للتراث الطبيعي في القائمة يسهم في تسليط الضوء على أهمية التراث الطبيعي بخارطة التراث العالمي، والقيمة البارزة للمحمية. وتقع «عروق بني معارض» على الحافة الجنوبية الغربية للرّبع الخالي في السعودية، وتبلغ مساحتها 12787 كيلومتراً مربعاً، وتضمّ فسيفساء من التشكيلات الأرضية والمواطن الفطرية الطبيعية المهمة، وتتقاطع مع كثبان رملية، مرتفعة وهضبة جيرية متقطعة. وتُشكّل المحمية الصحراء الرملية المتصلة الوحيدة في آسيا الاستوائية، لتعد بذلك أكبر بحر رملي متواصل على سطح الأرض، وثاني أطول سلسلة جبلية في الجزيرة العربية، إضافة إلى ثراء تنوعها على الرغم من صعوبة المناخ.