كسر رئيس وزراء كوبا مانويل ماريرو كروز، البروتوكول الرسمي لاستقبال الضيوف خلال لقائه وزير الخارجية السعودي، وطلب من الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله، الجلوس بجوار علم كوبا «لتشعر بأنك في بيتك». وكان رئيس وزراء كوبا قد استقبل وزير الخارجية بحضور نائب رئيس الوزراء ووزير التجارة الخارجية والاستثمارات الكوبي ريكاردو كابريساس في العاصمة الكوبية (هافانا). وجرى خلال الاستقبال استعراض علاقات الصداقة والتعاون وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى مناقشة تكثيف التنسيق الثنائي والمتعدد الأطراف بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين. كما بحث الجانبان فرص التعاون الاقتصادي في ضوء رؤية السعودية 2030، وأهمية دعم المصالح المشتركة بما يحقق التنمية المستدامة والازدهار والرفاه للبلدين والشعبين الصديقين. حضر الاستقبال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوبا فيصل الحربي، ومدير عام مكتب وزير الخارجية عبدالرحمن الداود. من جهة ثانية، رأس وزير الخارجية، وفد المملكة المشارك في قمة مجموعة الدول ال77+الصين المنعقدة في هافانا، وأكد خلال كلمة ألقاها إيمان المملكة بالعمل بنهج تكاملي مشترك للوصول إلى التنمية والازدهار والاستقرار، موضحاً أن المساعدات الإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية منذ تأسيسه في 2015م، بلغت أكثر من ستة مليارات دولار لصالح 91 دولة، كما ساهم الصندوق السعودي للتنمية بأكثر من 18 مليار دولار لتمويل أكثر من 700 مشروع تنموي في 85 دولة، مستهدفاً قطاعات؛ مثل البنية التحتية الاجتماعية والنقل والزراعة. وزير الخارجية السعودي، أشار إلى أهمية الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة التي ستسهل التحول العادل والشامل للطاقة النظيفة، إذ تعمل المملكة ضمن إطار الاقتصاد الدائري للكربون؛ الذي يُسهم بتخفيض الانبعاثات الكربونية، مشدداً على تعزيز التعاون الدولي الذي يعد عامل تمكين أساسياً لتحقيق أهداف المناخ العالمية، خصوصاً في مجال الابتكار والبحث والتطوير، لتعزيز تقنيات الطاقة النظيفة وتحقيق طموحات صافي الانبعاثات الصفري، مضيفاً أن المملكة تنظر إلى الاستدامة كقوة دافعة للنمو والتقدم، وتسعى جاهدة لدمج الأوجه الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في مبادرات التنمية. وزير الخارجية قال، أيضاً: «تشارك المملكة دول العالم فيما تواجهه من تحديات في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومنها التحديات البيئية، وتعمل المملكة في هذا الاتجاه من خلال عدة مبادرات؛ منها مبادرة (الشرق الأوسط الأخضر) ومبادرة (السعودية الخضراء) اللتان تساهمان في تحقيق المستهدفات العالمية لمكافحة التغيّر المناخي، وكذلك إعلان المملكة تأسيسها منظمة عالمية للمياه تهدف إلى تطوير وتكامل جهود الدول والمنظمات لضمان استدامة موارد المياه، تعزيزاً لفرص وصول الجميع إليها من أجل معالجة تحديات المياه بشكل شمولي». وقال: «تبذل المملكة الجهود كافة ضمن إطار اتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر، وتعمل ضمن رؤية 2030 لحماية الأراضي والموارد الطبيعية، وتفادي أسباب تدهور الأراضي والتصحر. وتتطلع المملكة لاستضافة الدول الأعضاء في مؤتمر الدول الأطراف باتفاقية الأممالمتحدة لمكافحة التصحر بالرياض في العام القادم».