تحتفي بريدة كل عام بتظاهرة اقتصادية فريدة، إذ تزف «النخلة» في عرس سنوي مهره بالملايين وحضوره بالآلاف، وتعيش مدينة التمور كرنفالاً اقتصادياً وسياحياً لما يرد إليها من إنتاج أكثر من 45 صنفاً من التمور المتنوعة، إذ تنطلق حركة البيع والشراء قبيل أغسطس من كل عام ويستمر حراكه نحو 75 يوماً، ومع إطلالة فجر اليوم الأول لكرنفال بريدة للتمور تزف المدينة نخيلها في عرسها السنوي، التي امتدت جذور نخيلها عبر السنين، حققت له أبعاداً اقتصادية انعكس أثرها على حاضره ومستقبله، وظلّت مبيعات كرنفال بريدة للتمور تراوح سنوياً بين مليار و800 مليون ريال إلى ملياري ريال، حتى إعلان رؤية المملكة 2030، التي حفّزت المزارعين وتجار التمور من داخل المملكة وخارجها للتوافد على الكرنفال، فحقق في العام الماضي نمواً ملحوظاً في المبيعات وزراعة النخيل والتي تجاوزت مليارين و500 مليون ريال، ولتقفز أعداد النخيل في منطقة القصيم من 8 ملايين نخلة إلى أكثر من 11 مليون نخلة، متوثباً هذا العام لنمو مبيعات قطاع النخيل والتمور والوصول بها إلى 3 مليارات ريال، إذ أكدت الإحصاءات الصادرة من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، أن القصيم تحتضن 12,327 مزرعة بداخلها أكثر من 11 مليوناً و200 ألف نخلة تنتج أكثر من 320 ألف طن سنوياً. وأكدت رؤية المملكة 2030، تعزيز الصادرات غير النفطية، ومنها جعل السعودية المصدر الأول للتمور عالمياً، ووجهت بوصلة المزارعين للعناية بالنخيل وإنتاجها من التمور ومعرفة الاشتراطات والمواصفات العالمية المؤهلة للتصدير خارج المملكة، إذ تصطف يومياً بساحة التصدير بمدينة التمور ببريدة والبالغة مساحتها 15 ألف متر مربع، أكثر من 500 شاحنة نقل مبرّدة متفاوتة الأحجام لنقل مئات الأطنان من التمور المخصصة للتصدير وفرز أكثر من 45 صنفاً من التمور، إذ يصدر نحو 50% من تمور بريدة، لتتم تعبئتها يومياً بعشرات الآلاف من صناديق التمور التي يراوح حجم التمور فيها من 3 إلى 4.5 كيلوغرام، إذ كان لكرنفال بريدة للتمور أثر بزيادة التصدير الخارجي للتمور والذي حقق نمواً متسارعاً في الآونة الأخيرة، إذ بلغت قيمة الصادرات السعودية من التمور في 2022، 1.28 مليار ريال، بزيادة قدرها 5.4% عن 2021، و121% عن 2016، الذي بلغت قيمة صادراته 579 مليون ريال، في الوقت الذي شهدت فيه الصادرات خلال الربع الأول 2023 ارتفاعاً بقيمة تجاوزت 566 مليون ريال، بزيادة 2.5% مقارنة بالربع الأول 2022، وقد شملت أكثر من 116 دولة حول العالم. 50,000 زائر للكرنفال بين المدير التنفيذي لكرنفال تمور بريدة الدكتور خالد النقيدان، أن الكرنفال يأتي بتنظيم من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم وإشراف إمارة المنطقة، بالشراكة مع أمانة القصيم، لافتاً إلى أن الجهود المبذولة من القطاعات المعنية بقيادة إمارة منطقة القصيم من خلال برامج دعم المزارعين ورعاية النخيل وبرامج توطين القطاع، وتطوّر أساليب البيع، والعناية بجودة التمور، ومعرفة المواصفات والمقاييس العالمية للتصدير، جميعها أسهمت بجودة المنتج وبالتالي ارتفاع مؤشر البيع، إضافة إلى ملاءمة الأسعار نظراً لكثرة المعروض مما ساهم في زيادة الإقبال على السوق، إذ واصلت مواكب السيارات المحملة بأصناف التمور توافدها على ساحة المزادات بمدينة التمور ببريدة، إذ بلغ إجمالي السيارات خلال 14 يوماً من انطلاق كرنفال تمور بريدة 13,033 سيارة محملة ب1,453,003 عبوات، تزن 4,359 طناً، بواقع 4,359,024 كيلوغراماً، بينما تجاوز عدد الزوار خلال الفترة 50 ألف زائر. وأوضح النقيدان، أن كرنفال بريدة للتمور أوجد نحو 4 آلاف فرصة عمل موسمية، من خلال اللجان والفرق المشرفة ونقاط البيع ومحلات التجزئة والمزارع وساحات بيع التمور وساحات التصدير، إضافة إلى لجان الرصد والإحصاء والمراقبة والتنظيم والتوصيل والإعلام والعلاقات، إضافة إلى مهن التوصيل، واستثمار مزارع النخيل وتشغيلها بالأيدي الوطنية العاملة، ومهن الدلالة، ونقاط البيع داخل المنطقة وخارجها، والتعبئة والتصدير، والأسر المنتجة التي تعمل على الصناعات التحويلية للتمور، مع تعزيز العمل التطوعي، وفتح فرص العمل لهم، فيما بلغ عدد المشاركين المتطوعين بالكرنفال 600 متطوع من الجنسين بواقع 188 ساعة خلال 4 أسابيع.