دخلت الحرب الروسية - الأوكرانية منعطفاً خطيراً وسط تخوفات من أن ينعكس ذلك على الأمن الغذائي العالمي خصوصاً بعد إيقاف روسيا اتفاق تصدير الحبوب، وقصفت مسيرتان أوكرانيتان جسر القرم الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم أمس (الإثنين)، ما أسفر عن مقتل مدنيين كانا على متن سيارة تمر على الجسر وإصابة ابنتهما وتضرر أجزاء من الجسر. واتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أوكرانيا بشن هجوم على الجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم بمشاركة من بريطانيا والولايات المتحدة، مبينة أن الأضرار التي لحقت بطريق الجسر سيتم إصلاحها في أسرع وقت ممكن. بدورها، قالت لجنة مكافحة الإرهاب الروسية إن ما وقع بجسر القرم يعد هجوماً إرهابياً نفذته مسيرتان بحريتان أوكرانيتان وتسبب في تضرر طريق السيارات في الجسر. وأفادت اللجنة في بيان، المحققون يعملون على تحديد المتورطين في تنظيم وتنفيذ هذه الجريمة من أفراد الخدمات الخاصة والتشكيلات المسلحة الأوكرانية. بالمقابل، قال مصدر في الجيش الأوكراني إن عملية على جسر القرم تمت بطائرتين مسيرتين، موضحاً أنها كانت بتنسيق خاص بين جهازي الأمن والبحرية. وأعلن حاكم شبه جزيرة القرم سيرغي أكسيونوف إيقاف حركة المرور عند جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بمنطقة كراسنودار الروسية بسبب حالة طارئة عقب انفجارات عنيفة، ويعد جسر القرم الذي تعرض في أكتوبر العام الماضي لهجوم مماثل مشروعاً رائداً ويبلغ طوله 19 كيلومترا أي ما يعادل 12 ميلاً فوق مضيق كيرتش ويشكل أهم رابط مباشر ووحيد لشبكة النقل في روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014. من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أمس انتهاء اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عملياً، مؤكداً أن بلاده مستعدة للعودة إليه فوراً عندما تلبي شروطها، نافياً أن يكون لعدم تجديد الاتفاق علاقة بهجوم جسر القرم. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مواصلة بلاده جهودها الدبلوماسية لتمديد اتفاقية الحبوب، مشيراً إلى أن مسؤوليه ووزراءه على تواصل المسؤولين في كل من روسياوأوكرانيا. ولقي تعليق اتفاق الحبوب تنديداً أوروبياً. وفي سياق آخر، أعلنت الحكومة البريطانية إضافة 14 اسماً جديداً لقائمة العقوبات، مؤكدة أن الأسماء تشمل وزيرة الثقافة الروسية أولجا ليوبيموفا، ووزير التعليم سيرجي كرافتسوف. وقالت بريطانيا إنها فرضت عقوبات على ليوبيموفا لتقديمها دعماً لسياسات وأعمالاً ترويجية تزعزع استقرار أوكرانيا أو تهدد وحدة أراضيها، كما فرضت بريطانيا عقوبات على آخرين، من بينهم كرافتسوف، لمشاركتهم في ما تصفه بأنه برنامج الحكومة الروسية لترحيل الأطفال الأوكرانيين قسرياً وإعادة تعليمهم.