تمثل النجومية الإعلامية صناعة كأي صناعة تحتاج لمواد خام «Raw materials»، وكلما كان الخام ممتازاً كانت المنتجات الصناعية على شاكلته.. تتسم بالكفاءة والقوة والإتقان.. وهنا ينبري لنا طلاب أقسام الإعلام في جامعاتنا السعودية؛ ممن أصبحوا نجوماً لامعة في سماء الإعلام بمختلف وسائله المقروءة والمرئية والمسموعة والرقمية. ويبقى الوصول إلى النجومية أمراً صعباً، والأصعب استمرار هذه النجومية أمداً طويلاً، إذ إن هناك عوامل متعددة تساهم في أفول أو سطوع ظاهرة النجومية الإعلامية، منها سرعة التغيرات المزاجية للجماهير، بجانب المحتوى وقابلية الجماهير لهضمه واستيعابه، إضافة إلى المتغيرات متسارعة الخطى في التطبيقات المتعددة وميزاتها التقنية والتسويقية التي تجعلها الوسيلة الإعلامية الأولى أو الأخيرة.. وكم من شركات أو تطبيقات كانت في الصدارة ثم غابت شمسها؛ فأصبحت أثراً بعد عين؛ لذلك توجد علاقة تكاملية بين النجومية، والوسيلة الإعلامية، وكاريزما النجوم؛ تبعاً لطبيعة الوسيلة الإعلامية. واستشهد في هذا السياق ببعض خريجي جامعة الملك فيصل من قسم الإعلام، الذين شاءت نجوميتهم أن يحظوا بحضورٍ كبير في الإعلام السعودي والعربي.. ومنهم النجم الساطع هذه الأيام في سماء قناة الإخبارية السعودية وهو أحد طلابي «صالح بن حسن اليامي».. الذي كان موهوباً يحمل كاريزما إعلامية ستمكنه من الوصول إلى كبرى القنوات التلفزيونية والمؤسسات الإعلامية؛ وقد تشاهدونه يوماً على إحدى القنوات الأجنبية الناطقة بالعربية، وقد يصدع بصوته الإعلامي «هنا لندن». وليس صالح اليامي هو المتفرد بالنجومية من قسم إعلام جامعة الملك فيصل؛ بل سبقه إلى ذلك محمد المزيدي، ورافقه زميله خالد مطلق العتيبي؛ الذي أطلق عليه «خالد الbbc» حينما كان يدرس في القاعات الدراسية، كما ظهر بعض طلابنا ضمن قائمة نجوم السوشيال ميديا؛ كما يجب ذكر صاحب القلم الذهبي الذي تغبط الصحف بمقالاته الصحفية؛ كما نال درجة الماجستير بتقدير ممتاز عبدالمحسن القطان؛ والذي يطيب لي تسميته باسم «الأسد».. وكل هؤلاء نهلوا من معين قسم الإعلام جامعة «كفو»، وقام بتدريسهم وتدريبهم نخبة الأساتذة من مختلف الدول العربية.. فشكراً لزملائي الأكارم ومستقبلاً مشرقاً لطلابنا نجوم المستقبل. وما بين جدلية الحتمية التكنولوجية التي ذكرها مارشال ماكلوهان في نظريته وتحديات الواقع الإعلامي المتسارع الخطى؛ تبرز لنا العديد من الظواهر الاجتماعية التي تحتاج لأفذاذ من الجيل الرقمي لمعالجة سلبياتها وتطوير إيجابياتها؛ ومن أنجع المختبرات العلمية للبحث العلمي فيها يبرز لنا مختبر بحوث أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا؛ لسبر أغوار هذه الإشكالات جرحاً وتعديلاً؛ ولا فكاك من المعالجة العلمية لجميع القضايا المجتمعية إلا سبيل البحث العلمي الذي بدأ بقوة في قسم الإعلام بالجامعة؛ وستظل العلاقة طردية بين البحث العلمي ومعالجة الظواهر الاجتماعية ديدن كل الجامعات التي نالت مراتب متقدمة في التصنيفات الأكاديمية العالمية.. ومنها جامعة «كفو».