تلتئم اليوم وغداً في العاصمة الليتوانية «فيلنيوس»، قمة حلف شمال الأطلسي، التي تتمحور حول انضمام السويدوأوكرانيا إلى عضوية «الناتو». وتبحث القمة مسألة النفقات العسكرية وخطط الحلف الاستراتيجية خصوصاً أن حرب أوكرانيا دفعته إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية، وعلى خلفية هجوم أوكراني مضاد تأكد أنه أبطأ مما هو مرغوب فيه. وبات انضمام السويد للناتو مسألة منتهية، بعد أن أعطى الرئيس التركي رجب أردوغان موافقته على انضمامها إلى الحلف الأطلسي، محيلاً الأمر إلى برلمان بلاده. وأنهت أنقرة بتلك الخطوة شهوراً من المماطلة في إفساح الطريق لانضمام السويد إلى «الناتو»، الذي يتطلب موافقة جميع أعضاء الحلف. واختار أردوغان توقيت الموافقة التي عطلها لشهور طويلة، بعناية؛ قبل ساعات من عقد قمة مفصلية في تاريخ الناتو. وكان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال أمس (الاثنين)، إن هناك الكثير على قائمة مهمات الناتو لهذا الأسبوع. وأضاف أن تعزيز دفاعات الحلف وزيادة الدعم الأوكراني والرد على العملية العسكرية الروسية، وتعميق التعاون مع الشركاء وتنظيم القواعد، أبرز ما سيتم مناقشته، وفقاً لموقع «NPR». وتوقع ستولتنبرغ خلال زيارة لواشنطن الشهر الماضي أن يوافق الحلفاء على أن هدف 2% يجب أن يكون الحد الأدنى، موضحاً أن الحلفاء سيتعهدون باجتماعاتهم باستثمار دفاعي أكبر يقارب ما لا يقل عن 2% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً في الدفاع. ودفعت حرب أوكرانيا الناتو إلى مراجعة شاملة لأنظمته الدفاعية على جبهته الشرقية، وتعهد الأعضاء في عام 2014 بزيادة الحد الأدنى للإنفاق الدفاعي إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول عام 2024. وحققت 8 دول فقط من أصل 31 دولة هذا الهدف حتى الآن، هي الولاياتالمتحدة وبولندا وليتوانيا ولاتفيا والمملكة المتحدة وإستونيا واليونان. ولن تغيب الصين عن المحادثات خصوصاً أن قادة الناتو كانوا حذروا مراراً من احتمال تكرار السيناريو الأوكراني في تايوان. وقال مدير مبادرة الأمن عبر الأطلسي مع المجلس الأطلسي كريستوفر سكالوبا الأسبوع الماضي، إن الناتو يتطلع إلى معرفة كيف يعمل الاستثمار الصيني في أوروبا على تعزيز مخاوف الأمن القومي. وتساءل في تصريح عما إذا كانت الصين تستثمر في ميناء يوما، فهل يمكن لحلف الناتو بطريقة ما أن يعيق الحركة العسكرية عبر هذا الميناء في أزمة؟ وأضاف أن محاولة فهم أفضل وربط أفضل للولايات المتحدة وحلفائها عبر المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ هو جزء كبير مما يحاول الحلفاء القيام به هذا الأسبوع في فيلنيوس. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي طلب الحصول على «إشارة واضحة» بشأن انضمام بلاده ل «الناتو»، عشية القمة. ويصل زيلينسكي حاملاً رسالة إلى قادة الدول الأعضاء ال31 في الحلف، مفادها أن بلاده تستحق الانضمام إلى الحلف عند انتهاء الحرب. وتطالب كييف ودول أوروبا الشرقية بخارطة طريق واضحة باعتبار أنه من الضروري لأوكرانيا الانضمام إلى المظلة الأمنية للحلف لثني موسكو عن شن هجمات جديدة في المستقبل. إلا أن واشنطن وبرلين مترددتان إزاء فكرة المضي أبعد من الوعد الذي قطعه حلف شمال الأطلسي بأن أوكرانيا ستنضم في أحد الأيام دون تحديد جدول زمني واضح.