وسط مخاوف وتحذيرات عالمية من أزمات إنسانية حادة في السودان، تتواصل معاناة الملايين خصوصا في الخرطوم وإقليم دارفور على خلفية القتال المستعر بين قوات الجيش والدعم السريع، وسط انسداد سياسي. وأعلنت قوات الدعم السريع، اليوم (الأحد) سيطرتها على مقر الاحتياطي المركزي بالخرطوم، بحسب ما بثت على موقعها في «فيسبوك»، وتحدثت تقارير صحفية أن قوات الدّعم السريع تسعى منذ أكثر من شهر للسيطرة على مقر قيادة قوات الاحتياطي المركزي جنوبالخرطوم وشنت عليه هجمات عديدة. وشهدت العاصمة السودانية اليوم تصاعداً في حدة الاشتباكات والقصف المدفعي والضربات الجوية. وتحدث شهود عيان عن زيادة في أعمال العنف في الأيام الأخيرة في نيالا، أكبر مدن إقليم دارفور. وكانت الأممالمتحدة حذرت من الاستهداف العرقي وقتل أفراد من جماعة المساليت في الجنينة بولاية غرب دارفور. وقال سكان في الخرطوم وبحري وأم درمان، وهي المدن الثلاث التي تشكل منطقة العاصمة الكبرى، إن قتالا عنيفا اندلع الليلة الماضية واستمر حتى صباح اليوم. وقصفت قوات الجيش بالمدفعية تجمعات تتبع لعناصر الدعم شرق جسر المنشية، شرق العاصمة السودانية الخرطوم، كما نفذ الجيش قصفا جويا وبالمدفعية الثقيلة على مواقع الدعم بالحلفايا شمال الخرطوم. وبحسب الأممالمتحدة، غادر مليون ونصف المليون سوداني العاصمة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع. أما ملايين السودانيين الآخرين الذين بقوا في العاصمة فيعيشون بلا كهرباء منذ الخميس. وأكدت مصادر سودانية سقوط 20 قتيلاً وعشرات الجرحى إثر القتال الدائر بين الجيش والدعم السريع بمدينة نيالا بولاية جنوب دارفور. بدورها، كشفت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أن الأزمة الحالية في السودان أدت إلى تفاقم حالة انعدام الأمن الغذائي وأنه من المتوقع أن يزداد الجوع بشكل كبير في جميع أنحاء البلاد مع اقتراب موسم الجفاف المعتاد الذي يمتد من يونيو إلى سبتمبر. وأضافت أنها تحتاج إلى مبلغ 95 مليون دولار أميركي، لتتمكن من إنقاذ نحو 15 مليون شخص، من خلال تزويد المزارعين بالبذور والمعدات الزراعية وحماية قطعان المواشي وتجديد مواردها. ولفتت المنظمة إلى أنها تسعى إلى مساعدة أكثر من مليون من المزارعين الضعفاء وعائلاتهم من الآن وحتى نهاية يوليو عبر تزويدهم ببذور الحبوب لزرعها في الولايات ال14 للبلاد. وأكدت أن الأزمة الحالية جاءت في وقت حرج بالنسبة للملايين من الأشخاص الذين يعتمدون على الأغذية والزراعة، إضافة إلى صعوبات الانتقال السريع والآمن للسلع الإنسانية عبر الحدود الدولية.