مع قرب حلول عيد الأضحى من كل عام، تحرص العديد من الأسر في بيشة على شراء عدد من أنواع الماشية، تأسيا بسنّة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، إلا أن أسواق المواشي في بيشة سجلت ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وسط تذمر من الأهالي ومرتادي الأسواق بسبب ارتفاعها، ما يشكل ثقلا هائلا على ميزانية بعض الأسر. وأكد الأهالي بأن الارتفاع خيالي مقارنة بالأشهر السابقة دون معرفة الأسباب، بعكس ملاك المواشي الذين ذكروا بأن الزيادة في الأسعار مقبول، وهذا بسبب الزيادة في أسعار الأعلاف، وعدم توفرها، فهل من المعقول أن يبيع المربي بخسارة. وذكر ل«عكاظ» المواطن بندر محمد الحنيفي بأنه يرتاد أسواق النفع العام في بيشة كثيرا، وتفاجأ بالأسعار العالية للمواشي، حيث تراوح أسعار النجدي ما بين 1300-1800ريال للحجم المتوسط، في حين بلغ الحجم الكبير 2300 ريال، وقد يرتفع بسبب الشكل والحجم والنظافة، أما التيس البلدي فيراوح سعره من 900-1500ريال حسب الحجم، والحري بلغ سعره 1200-1900، مطالبا بأن تكون هناك رقابة وتحديد أسعار ثابتة وذلك لمنع ارتفاعها. وأضاف علي مشلهب الشهراني بأن ارتفاع الأعلاف في بيشة أدى إلى زيادة أسعار المواشي، وهذا مكلف جدا على الأسر المتوسطة التي ليس لها قدرة على الشراء، كما أن الزيادة يقف خلفها الشريطية الذين يتحكمون بالأسعار، واحتكار عدد من العمالة الأجنبية الذين يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب، مبينا بأن الخروف الذي بلغ عمره 3 شهور وصل سعره إلى 1000 ريال، أما الذي قارب عمره 6 شهور زادت قيمته إلى 1700 ريال، والجذع وصل إلى 2000 ريال. أما بطي آل باني فيرى أن الأسعار لا تخضع لأي رقابة أو تنظيم، وهذا الموضوع نواجهه سنويا في مواسم رمضان والأعياد والزواجات والمناسبات، ولابد من تدخل المسؤولين لمعالجة هذه الارتفاعات غير المبررة، وضبط الأسعار وإيقاف جشع التجار، وهذا الأمر سيدفع الكثير من المستهلكين إلى العزوف عن الشراء، والتوجه لشراء اللحوم بالكيلو، لعدم القدرة على شراء ذبيحة كاملة. في حين ذكر محمد البيشي وهو مربٍ للمواشي بأن ارتفاع أسعار المواشي بشكل عام في المملكة وليس في بيشة فقط، بسبب الارتفاع الكبير في أسعار الأعلاف، حيث بلغ سعر كيس الشعير نحو 82 ريالاً، وقس عليها الأنواع الأخرى من الأعلاف التي تحتاجها الماشية بشكل يومي مثل البروتين، إذ يراوح سعر الكيس الواحد أكثر من 90 ريالا ولبنة البرسيم الواحدة بلغت 20-30 ريالا، وهي تكلفنا أسعارا باهظة جدا، فإذا أردت أن أبيع فلن تكون بالسعر القديم بل سترتفع لأغطي قيمة التكاليف كاملة. وزاد عبدالله السعدي، وهو أحد المربين للماشية، بأن الوضع الآن ليس كالسابق فقلة المراعي وارتفاع أسعار الأدوية والتحصينات الخاصة بالماشية وارتفاع أسعار الأعلاف الخضراء بكل أنواعها وكذلك قلة رعاة الأغنام، والزيادة في رواتبهم جميعها أسباب منطقية للزيادة في سعر المواشي. أهالي بيشة يتساءلون أين دور الجهات الرقابية عن ضبط الأسواق جرّاء ما يحدث من المبالغة في زيادة أسعار المواشي الذي لم يعد ذلك مقصورا على أشهر محددة بل امتدت طوال العام. من جانبه ذكر مدير مكتب البيئة والمياه والزراعة في بيشة محمد بن سعود المعاوي بأن المكتب يقوم بجهود كبيرة بالمتابعة والإشراف على أسواق النفع العام والمسالخ. وفيما يخص أسعار المواشي التي لا يوجد لها سقف محدد فيمكننا تطبيقه ومتابعته، ولدينا فرق إشرافية على الأسواق لرصد المخالفات.