غالباً ما نحاول في تعاملاتنا الإنسانية، أن نطول حبال الصبر على من هم بحياتنا، من منطلق العشرة والمعروف، وقد نلجأ لضرر أنفسنا في أوقات كثيرة لتحملهم، والتغاضي عن تلك الندبات التي يتفننون بوضعها على جدار حياتنا، ونظل نمد حبال الصبر لأبعد من قدرتنا على التحمل، فمرة نُطيل هذا الحبل لجرحهم لمشاعرنا دون مراعاة لوجعنا، ومرات لا تعد عند إهمالهم لنا وعدم وضع عامل الاهتمام من جانبهم لجانبنا، والعكس فيه كارثة إن لم نكون كظلهم في اهتمامنا بهم! أمثلة كثيرة، الخلاصة منها؛ أنهم تعب لأنفسنا، وإجهاد لقلوبنا، وضياع لأوقات من أيام أعمارنا، ونحن نحاول الاحتفاظ بهم وعدم التفريط بتلك العشرة التي نراعي قداستها، لكن لكل صبر حد، ولكل رحلة نهاية، وعندما يصل القلب لمرحلة الإنهاك فقد قارب على نهاية لا عودة فيها، ولن تفيد أي مسكنات، فالوضع قد تجاوز حده. إذن؛ لا بد من التعامل معهم في هذه الحالة كآلام الأسنان، فهي جزء منا ولكنها أصبحت تؤذينا بألمها، فلا بد من الخَلع والتخلص من تلك الآلام والصداع المتكرر، وبهذا نصل إلى قاعدة هامة وأساسية لنحافظ على سلامة قلوبنا وصحتنا بشكل عام، وهدوء أرواحنا التي لا تهدأ في وجود الفوضى من أشخاص لا يبالون بما تنتجه هذه الفوضى من خراب بداخل أرواحنا. فلا تتركوا فرصة لشيء يؤثر على راحتكم وسلامة قلوبكم حتى وإن كان مرغوباً لديكم، لا بد من اقتلاعه من الجذور كأي عضو أصيب بمرض خبيث وأصبح يُشكل خطورة على الجسد كله، فالبتر هو الحل الأسلم، وقلوبكم لا تستحق إلا العيش بسلام، وأن تهنأ بعيشة تستحقها ومع من يعرف قيمتها فقط.