سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشرف على مندوبي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ل «الرياض»: هروب الفتيات من أسرهن أسهم في تنامي بيوت الدعارة! «الرياض» تفتح ملف جرائم الزنا وأثرها على المجتمع (5- 5)
اعتبر المشرف على مندوبي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاصلاحيات سعيد بن عمر باجبع مشكلة هروب الفتيات من أسرهن من أخطر المشاكل التي تسهم بشكل كبير في تنامي الجرائم اللا أخلاقية ووجود بعض بيوت الدعارة والاستراحات والشقق المخصصة لهذا الغرض. وبين المشرف على مندوبي الهيئات في مشاركة حول قضية تصاعد مشكلة القضايا اللا أخلاقية ان كثيراً من الشباب والفتيات الذين يتم القبض عليهم في قضايا معاكسات في الأسواق أو المتنزهات أو المدارس أو الجامعات تجدهم يحمدون الله جل وعلا ان سخر لهم رجال الهيئة لنصحهم قبل ان يتدرج الأمر ويصل أسوأ حال أو تقبض أرواحهم وهم في معصية الله وكذلك كثيراً من الشباب والفتيات الذين يتم القبض عليهم من قبل الهيئة تجدهم يحمدون الله وتجدهم فيما بعد صالحين مصلحين ومن المسارعين إلى الخيرات. وأرجع المشرف على مندوبي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالاصلاحيات أسباب تحرش الشباب بالفتيات إلى طريقة لبس بعض الفتيات للعباءة وهو ما يسمونه الحجاب العصري. ووصف المشرف على مندوبي هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هول الصدمة النفسية على بعض الفتيات المقبوض عليهن بأنهن يعتبرن باطن الأرض خيراً لهن من ظاهرها حيث يقول: إن كثيراً من الفتيات المقبوض عليهن في قضايا خلوة بعد ان تستيقظ من غفلتها بعد القبض عليها فتعلم عظم الحرام الذي وقعت فيه وأنها كانت تعيش في أوهام وأنها هي الخاسرة الأكثر في هذا الأمر حيث عرفت كذب هذا المخادع الذي غرر بها وتبدأ تفكر كيف سيقبلها أهلها وما موقفهم تجاهها وكيف ستقضي بقية حياتها معهم وهي على هذا الوضع قد علم به من حولهم من الأهل والأقارب!!! ويعود مشرف الهيئات لوصف منظر آخر وهو موقف الأهل من هذه المصيبة التي أحلت بهم حيث يتمنون بعد ان يعثروا عليها ان يجدوها جسداً بلا روح!! ويعدد الشيخ عمر باجبع المراحل التي تتعرض لها الفتيات بعد هروبهن والتغرير بهن حيث يتم إيوائهن في شقق واستراحات التي يعدها بعض الشباب لهذا الغرض وتبدأ الفتاة في تعاطي المخدرات والمسكرات وتلك الاستراحات مليئة بالشباب المنحرف الذين تفننوا في ايقاع الفتيات في هذا الفخ حيث يتم نقل الفتاة من شقة لأخرى ومن استراحة لاستراحة أخرى حيث ذهاب الشرف والعفة ووقوع المحذور فتصبح الفتاة أسيرة لهؤلاء الذئاب يسيرونها كيف يشاؤون في البدء يقول سعيد بن عمر باجبع حول مشكلة الجرائم اللا أخلاقية: لا يخفى على ذي لب من المسلمين أهمية الموضوع الذي نتطرق إليه وحساسيته لدى كل فرد منا لكونه يتعلق بأحد الضرورات الخمس التي أمر الشارع الحكيم بحفظها ورعايتها، بل هي الضرورة الأهم من بينها بعد الأمر بحفظ الدين، إذ العرض أغلى ما يملكه الإنسان بعد دينه، ولا يعدله شيء، وكل شيء بعده يمكن للمرء تعويضه أو الصبر على فقده فبذهاب النفس يقع الموت والموت باب كل الناس داخله وفاقد العقل رابح سقوط الحساب عنه لأن العقل مناط التكليف وأما المال فكما قيل: أصون عرضي بمالي لا أدنسه لا بارك الله بعد العرض بالمال أما إذا ذهب الشرف وانتهك العرض فلا قيمة للحياة بعدها. ولقد كان من نعمة الله تعالى علينا ان فضل بعضنا على بعض في العقل والادراك وجبل فيهم غرائز تدفعهم لمصالحهم ويتنافسون من خلالها لبلوغ ما ينفعهم من الفضائل. ولا بد من التأكيد ان طريق العفة والفضيلة هو طريق الجنة المحفوف بالمكاره كما قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (حفت الجنة بالمكارة، وحفت النار بالشهوات). فمن أراد بلوغ المثمن فالواجب عليه المسارعة لدفع الثمن ومن أراد الوصول إلى السعادة فلابد له من اجتياز العقبات من شهوات وشبهات ورذائل ومحرمات ولابد له من التسامي عن الانغماس في شيء من تلك القاذورات وان يحاذر من الوقوع في شعب من شعابها، حتى يلقى ربه موفياً بالعهد الذي أخذ عليه وهو في ظهر أبيه آدم - عليه السلام - ممثلاً قول ربه: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. والموفق الرابح من رأى ان أعظم الغبن بيع ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في أبد لا ينفذ ولا يزول بصبابة عيش إنما هي كاضغاث أحلام أو كطيف زار في المنام، مشوب بالنقص، ممزوج بالغصص ان أضحك قليلاً أبكى كثيراً، وإن سر يوماً أحزن شهوراً، آلامه تزيد على لذاته وأحزانه أضعاف أضعاف مسراته. ومن تمام هذا الدين ان شرع الله لأمة الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجعله سبب خيريتها قال الله جل وعلا: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}. وهو صمام أمان المجتمع وبه تحفظ الملة وتصان الأعراض. وبما لا ريب فيه ان بعض النفوس البشرية نزاعة للشر أكثر منها للخير ولو ترك كل شخص وهواه يأتي من الأفعال والأقوال ما يريد دون حد لا يتعداه.. ولم يكن للخير راع ولا للمنكر رادع ولا للشر زاجر لعمت الفوضى وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد واستحقوا العقاب بسبب انتشار الفساد، فإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن وما حديث السفينة عنا ببعيد فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم المجتمع والأعلى فيها هم الأصلح وأسفلها هم أهل الأهواء فيجب الأخذ على يد السفينة وأهل الأهواء والشبهات لكي ينجو جميعاً فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً وان أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً) رواه البخاري. وحول موضوع أسباب تصاعد الجرائم الأخلاقية في المجتمع يعرض الشيخ سعيد عمر باجبع بعض هذه الأسباب قائلاً: من الأسباب ضعف التربية الدينية والاجتماعية على مبادئ وقيم المجتمع المسلم المنبثقة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو للعفة والفضيلة ومراقبة الخالق جل وعلا في كل صغيرة وكبيرة في الخلوات والسر والعلانية وتشترك في هذه التربية البيت في الدرجة الأولى ودور التربية والتعليم من مدارس وجامعات ومساجد وغيرها والتي تعتبر هي المحضن الثاني لتربية النشء فإن الإنسان إذا لم يتلق قدراً كافياً من هذه التربية التي تقوّم فكره وسلوكه فسوف تقع منه بعض الأخطاء الفكرية والسلوكية التي تضر به وبمجتمعه ولعل هذا السبب يحظى بالنصيب الأوفر من أسباب الانحراف فإذا ابتعد الإنسان عن ربه وجد في قلبه ظلمة ووحشة فيبدأ بالبحث عما يخفف عنه ويزيل همه وظلمة نفسه وقلبه ولكن هيهات لمن ابتعد عن ربه ان يجد سعادة في قلبه قال تعالى: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى}. ثانياً: الصحبة السيئة من أصدقاء وأقارب وجيران والتي يعبّر عنها بالبيئة المحيطة بالإنسان والتي تحتل المرتبة الثانية من عوامل وأسباب الانحراف، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك أما ان يحذيك وإما ان تبتاع منه وإما ان تجد فيه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما ان يحرق ثيابك وإما ان تجد منه ريحاً خبيثة» رواه البخاري. وقد أثبتت الإحصائيات ان نسبة تأثر الفرد بالأصدقاء والأقارب كبيرة. رابعاً: ضعف متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم فلا يعرف الوالدان شيئاً عن أبنائهم لانشغالهم في أمور المعاش أو كثرة الزيارات والاهتمام بالمظاهر الخارجية ولا يفوتني الإشارة إلى ما يقع فيه بعض الناس من الافراد والتفريط في هذه المتابعة فالوالد بين حريص على ولده لحد زرع الشك في العلاقة معه وبنائها على أصل من الكذب والخيانة بدافع حماية الابن والابنة من الوقوع في المحظور، وبين مهمل أيما اهمال متساهل لحد ترك الحبل على الغارب، بل قطع الحبل بالكلية بحجة التربية على ما يظنه الرقابة الذاتية، حتى يستيقظ على طامة قد ألمت بفلذة كبده ناسياً أو متناسياً ما جبلت عليه النفس البشرية من ميل كل جنس للآخر ومن صور ضعف المتابعة لدى الوالدين: أ) الغفلة عن جهاز الجوال وعدم الاطلاع عليه. ب) الغفلة عن شبكة الإنترنت وما يستعرضه الأبناء من مواقع. ج) ذهاب كثير من الفتيات إلى الأسواق بلا محرم، وقد يكون ما ظنته حجاباً لها بحاجة إلى حجاب ليصدق عليها إرتداء الحجاب. د) الاختلاط بين الجنسين سواءً في الأعمال أو الدراسة. خامساً: التفكك الأسري المتمثل بالمشاكل الأسرية أو الطلاق أو موت أحد الوالدين أو كليهما حيث يعتبر هذا السبب من أقصر الطرق للانحراف والضياع. وأما بالنسبة إلى العلاج فيرى باجبع المشرف على مندوبي الهيئة بالاصلاحيات ان الاهتمام والاعتناء بالتربية الدينية والاجتماعية المنبثقة من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتربية النشء على مراقبة الله عز وجل وتفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية للقيام بالدور المناط بها في الاهتمام بالنشء وتربيتهم التربية السليمة والصحيحة وقد قال صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، والتحذير من أصدقاء السوء ومساعدة الأبناء في اختيار الرفقة الصالحة واشغال أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة واكتساب الخبرات، والبعد عن كل ما يثير الغرائز لتجنيب الأبناء المخاطر المترتبة على السماع والقراءة والنظر وبالأخص القنوات الفضائية التي تخصص جزء منها لنشر الرذيلة بين أبناء المجتمع، والبحث لهم عن البديل الصالح، واشباع غرائز الشباب والفتيات بالطرق المشروعة كاعفافهم بالزواج وتسهيل أموره وتشجيع الزواج المبكر وأنه لا تعارض بين الزواج والدراسة وهذه الغرائز ان لم تشبع بالحلال والطرق المشروعة بحثت عن الحرام، وتوعية الآباء والأمهات بالمخاطر التي قد تعرض لأبنائهم ونشر الوعي بينهم عن طريق المؤسسات التربوية كالمدارس والجامعات والمساجد ورفع مستواهم لقيام بدورهم المطلوب في متابعة الأبناء بعيداً عن الافراط والتفريط، وإنشاء مراكز متخصصة في حل المشاكل الأسرية وتفعيل دور الأخصائيين الاجتماعيين والمرشدين الطلابيين في المدارس والجامعات، وتفعيل دور الهيئة وغيرها من الجهات الأمنية في متابعة الشباب الذين يقومون بالتحرش بالفتيات سواء في الأسواق أو المستشفيات أو المنتزهات أو عند أبواب المدارس والجامعات لأن هذه المعاكسة هي الشرارة الأولى بعدها تأخذ الفتاة القصاصة التي بها رقم هذا الشاب المعاكس ومن ثم يتطور الأمر إلى ما هو أكبر منه.. كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر وكذلك الأخذ على أيدي الفتيات اللاتي جعلن من الحجاب زينة واستعراض ووسيلة إلى ايقاع الشباب في خطر الفتنة. ويشير عمر باجبع إلى أهم الظواهر التي تسهم في تزايد بيوت الدعارة والشقق المشبوهة وهي قضية هروب الفتيات من منازل أسرهن مع الشباب حيث قال: لعلنا نشير إلى أهم أنواع الانحراف وهو قضية هروب الفتيات مع الشباب المنحرف بعد قيام أولئك الشباب بتحريض الفتاة على الهروب معه والتغرير بها بحجة الزواج منها والوقوف معها في حل مشاكلها وأنه هو الشخص الذي يقدّر ما تعانيه من هموم ومشاكل ويرسم لها مستقبلاً مليئاً بالحب والوفاء والصدق فتجد فيه فارس أحلامها والشخص الذي تنتظره منذ أمد ثم بعد الهروب تقع الفاجعة والمصيبة التي لم تحسب لها الفتاة حساباً حيث الوقوع في الفخ الذي نُصب لها فتفاجأ بذهاب العفة والشرف بل والوقوع في الإدمان أو المسكرات والمخدرات من خلال إيوائها في الشقق والاستراحات التي أعدها الشباب لهذا الغرض وليت الأمر يقف عند هذا الحد المأساوي. إذ الشقة أو الاستراحة مليئة بالشباب الذين تفننوا في ايقاع الفتيات في هذا الفخ حيث يتم نقل الفتاة من شقة إلى شقة ومن استراحة إلى أخرى حيث ذهاب الشرف والعفة ووقوع المحذور فتصبح أسيرة لهؤلاء الذئاب يسيّرونها كيفما يشاءون فإنها إن فكرت في الرجوع إلى أهلها تذكرت ما سيحل بها من ردة الفعل. وما علمت المسكينة ان نار أهلها أرحم لها من البقاء في جحيم أولئك الذئاب الذين خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة وأدنى مستوى الإنسانية. والحديث في هذا الموضوع يدمي القلب ويقض مضاجع أهل الدين والغيرة والشرف والعقلاء. ويصف المشرف على مندوبي الهيئة بالاصلاحيات الشيخ سعيد بن عمر باجبع هول الصدمة النفسية لدى المقبوض عليهن في قضايا (الخلوة) من واقع عمليات الضبط التي تقوم بها هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائلاً: كثير من الفتيات من تستيقظ من غفلتها بعد القبض عليها فتعلم عظم الجرم الذي وقعت فيه وأنها كانت تعيش في أوهام بأن لها زيفها وأنها هي الخاسر الأكبر في هذا الأمر حيث عرفت كذب هذا المخادع وأنه قد تبرأ منها فتبدأ تفكر في كيفية قبول أهلها لها وما موقفهم تجاها وكيف ستقضي بقية حياتها معهم وهي على هذا الوضع قد علم به من حولهم من الأهل والأقارب والجيران فأصبح باطن الأرض خير لها من ظاهرها ولم يعد لتلك الفتاة أمل في ان تعيش كغيرها من الفتيات وتأمل في بيت وزوج وأبناء وحياة مستقرة وقد ذهب الشرف والعرض والسمعة ووقع الإدمان إلاّ أن يشاء الله - تعالى - لها توبة تحيي بها تلك الروح وذلكم الجسد الذي أنهكه فعل الحرام. وأما أثر ذلك على الأسرة فحدّث ولا حرج، فهل نتحدث عن موقف الأب أم الأم أم الاخوة حيث يتجرع أهلها وذويها الغصص في كل حين حيث مضت الأيام اوالأشهر وهم لا يعلمون عن مصير ابنتهم شيئاً ويتمنون أن لو جاء خبر وفاتها حتى تسكن خواطرهم من التطلع إلى معرفة مصير ابنتهم وهم مع ذلك كله لم يجدوا باباً إلاّ وقد طرقوه سواء ابلاغ الجهات الرسمية أو البحث عنها في دور التوقيف حتى إذا ما جاءهم خبر العثور عليها فإذا بهم يجدونها جسداً بلا روح. ويوجّه المشرف على مندوبي الهيئة بالاصلاحيات سعيد بن عمر باجبع كلمة للفتيات والشباب والأسر في معرض مشاركة ل «الرياض» حول خطورة تنامي مشكلة القضايا اللا أخلاقية وكيفية التعامل معها قائلاً: نصيحتي إلى كل فتاة ان تتقي الله في نفسها وأهلها ومجتمعها وان تراقب الله جل وعلا ولا تتبع خطوات الشيطان وقد نهانا الله تعالى عن اتباع خطوات الشيطان حيث قال: {يا أيها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر} ولا شك ان التبرج والسفور والتحدث إلى الرجال الأجانب ومخالطتهم سبب أو خطوة من خطوات الشيطان والتي نهايتها هي ذهاب العفة والشرف والوقوع في الندامة والخزي. فليس كل مأمول يمكن تحقيقه ولن يأخذ الإنسان في هذه الدنيا إلاّ ما قسم الله له فعليك بالصبر فإن الإيمان نصفان. نصف حبر ونصف شكر، قال تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} ويقول: {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}، وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلاّ كان خيراً له: إن إصابته سراء شكر فكان خيراً له، وان أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وليس ذلك إلاّ للمؤمن) فمنازل الإيمان كلها بين الصبر والشكر. وإن مما يعين على الصبر عن معاصي الله علم العبد بقبحها ورذالتها ودنائتها وخوف الله وخشيته والحياء منه تعالى. ومحبة الله هو من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه، فإن المحب لمن يحب مطيع وقوة العلم بسوء عاقبة المعصية والضرر الناشيء عنها من اسوداد الوجه وظلمة القلب وضيقه وغمه وحزنه وقصر الأمل والعلم بسرعة الانتقال إلى الله والدار الآخرة وكذا اثبات شجرة الإيمان في القلب. وإننا للنعم في هذه البلاد المباركة بهذه الشعيرة العظيمة والتي عدّها بعض العلماء الركن السادس من أركان الإسلام فبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دفع الله شرور كثيرة عن أهل هذه البلاد وحفظ عليها أمر دينها. فكم من شاب ترك الحرام واستقام أمره وكم من فتاة عادت إلى رشدها واستيقظت من غفلتها وصون عرضها وذلك بعد توجيه ونصيحة لهما من أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر سواء في الأماكن العامة كالأسواق والمنتزهات أو في المدارس والجامعات أي قبل القبض عليهم فتجد هؤلاء يحمدون الله جل وعلا ان سخر لهم رجال الهيئة لنصيحتهم قبل ان يتدرج الأمر ويصل إلى أسوأ حال أو تُقبض أرواحهم وهم في معصية الله. وكذلك كثر من الشباب والفتيات الذين يُقبض عليهم من قبل الهيئة تجدهم يحمدون الله بعد استيقظاهم من غفلتهم ان توقف الأمر إلى هذا الحد ولم يصل إلى الوقوع فيما حرم الله بل وتجد فيهم فيما بعد صالحين ومصلحين ومن المسارعين إلى الخيرات ويعرفهم أبناء المجتمع وإذا بحثنا عن سبب تحرش الشاب بالفتاة لوجدناه يبدأ من طريقة لبس للعباءة وهو ما يسمونه «الحجاب العصري» فهو مخل في الجملة بشروط الحجاب الشرعي وما هذا في حقيقته إلاّ تبرج جديد فأقول لك أيتها الأخت المسلمة.. اتق الله ولا تكوني سبباً لفتنة الشباب وإغوائهم فالعباءة ليست غطاء للمرأة فقط، بل ان العباءة في معناها الحقيقي حفظ للمرأة وصيانة لها من الأيدي الخبيثة الجائعة وكذلك هي حفظ للرجل وصيانة له من النظرة المحرمة ومن ثم الوقوع في الفتنة وما يغضب الله جل وعلا. ونصيحتي إلى أولياء الأمور ان يتقوا الله في هذه الرعية التي استرعاه الله إياها ولا يضيعها قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة}. ووالله ليأتين يوماً يوقف الابن أباه ويسأله عن التقصير في تربيته وتحسبون الأمر هيناً وهو عند الله عظيم. وأسوق لكم حديثاً واحداً لمن كان له قلب يعقل، فعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعية إلاّ حرم الله عليه الجنة) متفق عليه وفي رواية لمسلم: (لم يحطها بنصيحة إلاّ حرم الله عليه الجنة). أين مراقبة الله في أولادنا؟ أين تحمل الأمانة؟ أين المسؤولية وهل أديت أيها الأب أو الزوج أو الأخ الأمانة أم تركت الحبل على الغارب لموليتك تلبس ما تشاء بلا ضوابط شرعية إنها خسارة للآباء قبل الأبناء.