فيما يترقب اليمنيون، بدأ التنسيق والترتيب لبدء زيارة المختطفين والمحتجزين في سجون الأطراف اليمنية المتوقع أن تبدأ الأسبوع القادم، الذي يستبق عودة المفاوضات حول صفقة جديدة للسجناء في 15 مايو وفقاً لاتفاق مارس الماضي الذي جرى في العاصمة السويسرية بيرن، وعلى واقع التحركات الإقليمية والدولية لتحقيق السلام في اليمن، كشفت قيادات موالية للحوثي بينهم عناصر ضمن حزب الرئيس السابق عن مضايقات ومطاردات يتعرضون لها في صنعاء من قبل قيادات حوثية كبيرة. وعلمت «عكاظ» من مصادر موثوقة عن مغادرة عدد من القيادات الموالية للحوثي الذين يوصفون ب«المتحوثين» إلى مساقط رؤوسهم في عدد من المحافظات خارج صنعاء هرباً من التصفية، بينهم عضو المجلس السياسي الانقلابي سلطان السامعي الذي وصل إلى مديرية الحوبان شرق محافظة تعز، وعقد لقاء مع عدد من أعيان وشخصيات المحافظة الواقعين تحت سيطرة المليشيا، وأبلغهم أن هناك توجهاً وتحركاً فعلياً لتحقيق السلام، وعليهم الحفاظ على أرواحهم من عصابات صعدة المأجورة، واصفاً المرحلة القادمة ب«الحساسة» التي تستوجب الحذر. وبحسب مصدر موثوق كان حاضراً الاجتماع مطلع الأسبوع في مديرية الحوبان، فإن السامعي كشف عن تعرضه لمضايقات وإهانات وتهديد في صنعاء، ما أجبره على مغادرتها والعودة إلى ما وصفه بأنه «بين أهله وناسه في تعز» ليشعر معهم بالأمان. واتهم السامعي من وصفهم ب«عصابات صعدة» بمنعه من دخول مطار صنعاء لاستقبال الأسرى المفرج عنهم، مؤكداً أن صنعاء أصحبت محتلة ومن الصعب العيش فيها، وهناك الكثير من القيادات التي وصفها ب«الوطنية» غادرت صنعاء حفاظاً على حياتها إلى ذمار وإب والحديدة وتعز، منهم القيادي في حزب المؤتمر عبده الجندي (كان حاضراً الاجتماع إلى جوار السامعي). الأمل يعود لصنعاء في الوقت ذاته، أكد سكان محليون في صنعاء ل«عكاظ» أن الوضع يشهد حالة من الأمل بقرب نهاية المعاناة وسيطرة العصابات وعودة الدولة، خصوصاً في ظل مسح وإخفاء بعض الشعارات المناوئة للشرعية من أوساط شوارع العاصمة وعدد من أسوار المباني والمؤسسات الدبلوماسية ومقرات القنصليات والسفارات الأجنبية والعربية، مؤكدين أن لقاءات العيد بين مختلف شرائح المجتمع اليمني والأحاديث الجانبية كانت تبين حالة من الثقة والثناء على تحركات السعودية ودورها المحوري في تقريب وجهات النظر بين الشرعية والحوثي، وصولا إلى سلام شامل ودائم ينهي سنوات من الصراعات والاقتتال ويعيد للدولة ومؤسساتها مكانتها ويحقق التنمية والازدهار ويقضي على الأشكال الدخيلة وأدوات الحرب. وذكرت المصادر أن التخوف كان واضحاً على مشرفي الحوثي (المتحوثين) في عدد من الأحياء والمواقع المهمة لخروج صنعاء وجميع المحافظات عن سيطرتهم وعودة الدولة، كونهم المستفيدين من إبقاء المحافظات والمديريات والأحياء في وضع أمني واقتصادي منهار وهش ليفرضوا إتاوات لصالحهم خصوصاً في ما يتعلق بالغاز المنزلي، فضلاً عن توقعاتهم بتخلي الحوثي عنهم وعودة الموظفين الحكوميين الرسميين (موظفي ما قبل عام 2014) لإدارة المؤسسات وصرف مرتباتهم وفقاً للاتفاقيات المتوقع الوصول إليها. وقالت المصادر «الحوثيين القادمين من صعدة يتعاملون مع الموالين لهم كفاسدين، وإنهم يقفون وراء فشلهم في إدارة المؤسسات منذ سنوات، كما أنهم ليسوا من المفضلين كونهم لا ينتمون إلى الأسرة الحوثية أو معقلها، وما زاد تخوفهم وقلقهم عقد الحوثي لقاءات مع قيادات حزب المؤتمر الموالية له والأحزاب الأخرى قبل عيد الفطر وإبلاغهم عن تحركات للوصول إلى السلام الذي يرون أنه بداية للتخلص منهم ونهاية مصالحهم». وكان هؤلاء المشرفون المتحوثون يعملون في عدد من الجوانب ويوظفهم الحوثي لجمع الأموال والمقاتلين، والعمل عيوناً في الأحياء على مختلف شرائح المجتمع وتحديد المنازل والأملاك التي تتبع للمعارضين للسطو عليها، والتجسس على مجالس المقيل بمقابل مالي، إضافة إلى السماح لهم برفع مبالغ مالية إضافية على أسعار أنابيب الغاز المنزلي الذي يوزع عبرهم للمنازل في الأحياء منذ بدء الحرب مع أنها كانت مرتبطة بمحلات تجارية قبل الانقلاب. صفقة جديدة بالمقابل، توقع المتحدث باسم لجنة مفاوضات الأسرى في الحكومة اليمنية وكيل وزارة حقوق الإنسان ماجد فضائل ل«عكاظ» أن تبدأ التحركات والتنسيق لزيارة السجناء والمختطفين والمخفيين قسراً في صنعاء خلال الأسبوع القادم، مشيراً إلى أنه حتى اللحظة لا يوجد أي شيء مؤكد حول الزيارات، ولكن الحكومة كانت قد طلبت قبل العيد أن تتم زيارة كافة المخفيين قسراً بمن فيهم المشمولون بالقرار 2216 (اللواء فيصل رجب ومحمد قحطان) وكذلك المخفيون في سجن الأمن السياسي والقومي في صنعاء، مقابل زيارة وفد حوثي للأسرى في مأرب. وقال فضائل «الجولة القادمة للمفاوضات حول صفقة الأسرى الجديدة كانت مقررة وفقاً لاتفاق مارس في 15 مايو وتسبقها الزيارات للمختطفين والأسرى، لكننا لا نعلم هل ستتم كما هو متفق عليه، فنحن ما زلنا ملتزمين بالاتفاق والموعد المحدد، ونأمل أن تجرى في التوقيت نفسه، بما يؤدي إلى إنهاء معاناة المختطفين وعودة كل يمني إلى منزله وأسرته». وكانت المليشيا الحوثية قد سمحت لقائد المنطقة العسكرية الرابعة السابق الأسير اللواء فيصل رجب بمهاتفة عائلته من السجن ثاني أيام العيد، وفقاً لما أعلنه سالم نجل رجب، لكنها ترفض الإفصاح عن مصير القيادي محمد قحطان أو السماح له بالاتصال بعائلته.