كشف وكيل وزارة حقوق الإنسان عضو لجنة المفاوضات الحكومية ماجد فضائل، عن آلية تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والمختطفين ومراحلها والطرف الذي يقف وراء إنجاح الاتفاق وإبرام الصفقة، مؤكداً أن الزيارات الميدانية للسجون ستجرى بعد عيد الفطر. وأفصح فضائل في حوار موسع مع «عكاظ»، عن الدور المحوري لممثلي التحالف العربي اللواء ناصر الثنيان واللواء فلاح الشهراني، في تقريب وجهات النظر بين طرفي التفاوض خلال الاجتماعات التي كانت تجري بشكل منفرد وعلى فترات طويلة دون مشاركة مكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولفت المسؤول اليمني إلى أن إطلاق الإرهابية الحوثية سميرة مارش كان مقابل الصحفيين الأربعة. وأضاف أن عملية تبادل المختطفين والأسرى ستستمر لمدة 3 أيام وعبر 6 مطارات، مؤكداً أن الوفد الحكومي يرفض أن تكون النساء المختطفات عرضة للمساومة والمقايضة.. وإلى تفاصيل الحوار: تعنت المليشيا ودور محوري التحالف • نجحت جهودكم في تحقيق اختراق في ملف المختطفين والأسرى، فهل يمكن أن تشرحوا لنا مراحل المفاوضات والتحديات التي واجهتكم؟ •• ملف الأسرى والمختطفين ملف إنساني، وهو أحد الملفات الأساسية في عملية التفاوض والمشاورات منذ انطلاقها مع مليشيا الحوثي، ويمثل منطلقاً لبناء الثقة، ورغم أنه ملف إنساني إلا أنه مرتبط ارتبطاً وثيقاً بالملف السياسي برمته ويؤثر عليه ويتأثر به إيجاباً وسلباً، وكان حاضراً في كل جولات التفاوض والمشاورات السياسية (الكويت، جنيف، ستوكهولم)، ومر الملف بعد التوقيع على الآلية التنفيذية للتبادل في مشاورات ستوكهولم ب7 جولات تفاوضية برعاية ورئاسة مشتركة من مكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر؛ منها 5 جولات في الأردن وجولتان في سويسرا، أولاها في منترو وكانت ناجحة وعقدت في سبتمبر 2020م وتم تبادل 1100 أسير ومختطف، والثانية وهي الأخيرة في برن التي كانت في مارس الماضي، واتفقنا خلالها على تبادل 887 أسيراً ومختطفاً. التحديات كانت كثيرة؛ منها تعنت وفد المليشيا في أغلب جولات التفاوض واستغلالهم الملف الإنساني على المستوى السياسي والإعلامي، والإصرار على طلب إطلاق أسرى ليس لهم وجود ولا علم لنا بهم وتقديم ادعاءات باطلة، لكننا تعاملنا مع المفاوضات بمسؤولية والتزام عالٍ بناء على توجيهات مجلس القيادة الرئاسي. وفي هذه الجولة من المفاوضات كان هناك دور مهم ومحوري لممثلي التحالف العربي اللواء ناصر الثنيان واللواء فلاح الشهراني في تقريب وجهات النظر بيننا وبين وفد الحوثيين في الاجتماعات التي كانت تجري بشكل منفرد ولفترات طويلة دون مشاركة مكتب المبعوث الأممي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، وما يتم التوافق علية نعود إلى الاجتماعات المباشرة بوجود الرئاسة المشتركة ونقوم بتثبيته. 3 أيام لتبادل الأسرى • ما آلية التنفيذ ومراحلها، خصوصاً أن مختطفي الشرعية ومؤيديها موزعون على عدد من الأطراف والمحافظات؟ •• عملية التبادل والآلية التنفيذية المقترحة تنص على أنه ستستمر عملية التنفيذ لمدة 3 أيام وعبر 6 مطارات على النحو التالي؛ يوم 20 رمضان، الموافق 11 أبريل القادم، سيتم نقل وزير الدفاع السابق اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور هادي وأسرى عسكريين آخرين من مطار صنعاء إلى مطار عدن، وفي المقابل سيتم نقل عدد من عناصر الحوثي من مطار عدن إلى مطار صنعاء، وفي اليوم التالي الموافق 21 رمضان، سيتم نقل 19 عسكرياً من مطار صنعاء إلى مطار الرياض، وفي الوقت ذاته سيتم نقل أفراد حوثيين من مطار خميس مشيط إلى مطار صنعاء، وفي 21 رمضان أيضاً سيتم نقل نجل وشقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح إلى مطار المخا، وفي المقابل سيتم نقل عدد من عناصر الحوثي من مطار المخا إلى مطار صنعاء، وفي 22 رمضان سيتم نقل الأربعة الصحفيين وأقرباء نائب الرئيس السابق الفريق علي محسن الأحمر وعدد من أسرى الجيش الوطني والقادة العسكريين والمدنيين من مطار صنعاء إلى مطار تداوين في محافظة مأرب، وفي المقابل سيتم نقل عناصر من الحوثيين من مطار تداوين في مأرب إلى مطار صنعاء. • ما طبيعة الاستعدادات التي يجري الفريق الحكومي التحضير لها لاستقبال المختطفين، وهل ستشاركون مع لجنة الصليب الأحمر الدولي في عملية التنفيذ، أم هناك فريق آخر؟ •• وجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي الحكومة والجهات المعنية بتنفيذ الخطة المعتمدة لنقل واستقبال المفرج عنهم، وتقديم الرعاية الصحية وغيرها من الخدمات المطلوبة للمحتجزين المقرر الإفراج عنهم، وقبل ذلك تسهيل مهمات اللجنة الدولية للصيب الأحمر وترتيباتها اللوجستية، وسيشارك جميع أفراد الوفد الحكومي في التنفيذ وسيتم توزيع الوفد في كل مناطق التبادل المقررة (عدن، مأرب، المخا). الكل مقابل الكل • هل حددت آلية زمنية للنزول الميداني لتبادل الزيارات للمختطفين والأسرى في السجون ومتى ستتم؟ •• بحسب اللآلية الموقعة، فإن النزول الميداني سيكون عقب عيد الفطر، حيث حدد الاتفاق المرحلة الزمنية للنزول بأن تكون قبل أسبوعين من الجولة القادمة المتوقع عقدها في 15 مايو 2023م. • لماذا لم يتم إطلاق الكل مقابل الكل، خصوصاً المشمولين بقرار مجلس الأمن محمد قحطان وفيصل رجب وبقية المختطفين؟ وهل تلقيتم تأكيدات حول مصير قحطان من الحوثيين؟ •• نحن نطالب بإطلاق الكل مقابل الكل باستمرار، وما يتم هو تنفيذ مرحلي على أجزاء وصولاً إلى التنفيذ الكلي بما فيهم المشمولون الأربعة بقرار مجلس الأمن الدولي وكل المختطفين، كما أننا طالبنا بإطلاق محمد قحطان واللواء فيصل رجب في كل الجولات التفاوضية، وفي هذه الجولة خصوصاً، لكن في الواقع لا نعلم مصير محمد قحطان، ولم يتم الإفصاح عن حالته الصحية رسمياً، بينما نحن نصر على ذلك، فهذه مسؤولية أخلاقية وإنسانية، فعدم الإفصاح مخالف للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان حيث كل ما لدينا هو وقت تم اختطافه من بيته وهو مدني سياسي كبير ومن أهم القيادات الحزبية في اليمن، من الصعب أن نتفاوض لمبادلته ونحن لا نعلم مصيره ووضعه وهل هو حي أم ميت؟ لذلك طالبنا السماح لنا بزيارته، والاتفاق الحالي ينص على الزيارات المتبادلة دون استثناء وعلى رأسهم من تبقى من المشمولين بقرار مجلس الأمن. مقايضة ومبادلة وليس إطلاق أسرى • رغم أن الاتفاق كان إيجابياً، لكن هناك من يرى أن العدد غير متكافئ؛ 706 مقابل 181 لماذا؟ •• ما يتم هو ليس عملية إطلاق سراح المعتقلين والمختطفين والأسرى، إنما هو عملية مقايضة ومبادلة، أي عملية تبادل إما واحد مقابل واحد، أو واحد مقابل مئة، أو ربما أكثر، وهذا الاتفاق ليس جديداً أو وليد اللحظة، بل هو آلية تنفيذية لاتفاق موقع سابقاً في مارس العام الماضي، وكان الاتفاق يتحدث عن 2223 شخصاً، تم التوافق في هذه الجولة على تنفيذ جزء منه بعدد 887 محتجزاً موزعة كالتالي 600 (أسير حوثي) مقابل 23 (19 من التحالف العربي) واللواء ناصر منصور شقيق الرئيس السابق واللواء محمود الصبيحي وزير الدفاع السابق، وعفاش طارق ومحمد صالح نجل وشقيق سيادة نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، بالإضافة إلى 157 أسيراً ومختطفاً من الشرعية (بينهم الصحفيون الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام وعدد آخر من المحاكمين والقادة العسكريين والمدنيين) مقابل 107 أسرى حوثيين. مصير المختطفات • الحوثيون يتحدثون عن إطلاق الإرهابية سميرة مارش، فما مصير المختطفات في سجون الحوثي، ولماذا لم يتم مقايضتهن بها، خصوصاً من صدرت بحقهن أحكام مثل انتصار الحمادي وغيرها؟ •• صحيح هي امرأة مجرمة ارتكبت الكثير من الجرائم الإرهابية، والحوثي كان يطالب بها باستمرار وبعد مفاوضات عدة قبلنا مبادلتها بالصحفيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، تغليباً للمصلحة العامة وإنقاذاً لأرواح الصحفيين الأبرياء الذين تعرضوا للتنكيل والتعذيب في سنوات اختطافهم الطويلة، وحقيقة نحن نطالب بإطلاق سراح كل المختطفات في سجون المليشيا دون قيد أو شرط، ولا نريد إدراج النساء المختطفات في عملية التفاوض الخاصة بالتبادل؛ لأننا لا نريد أن يكن عرضة للمساومة والمقايضة، لأنه كما تحدثت سابقاً فإن العملية التي تجري ليست عملية إفراج أو إطلاق سراح، بل عملية تبادل ومقايضة، وهي ليست عادلة حيث لا بد من وجود بدلاء لكل طرف يرتضيهم الطرف الآخر وهكذا. الجولة القادمة.. متى، وأين؟ • ما توقعاتكم لنتائج المفاوضات القادمة، والعدد الذي سيجرى التفاوض حوله، ومتى وأين سيجري التفاوض؟ •• من المتوقع أن تجري المفاوضات القادمة 15 مايو 2023م وفيها ستتم توسعة الأرقام المتفق عليها والانتقال إلى المرحلة الثالثة للتنفيذ، ولا يوجد عدد محدد للتفاوض ولكن يمكن القول إن ما تبقى من العدد 2223 المذكور في اتفاق مارس 2022 الذي سيكون أساساً ومنطلقاً يمكن البناء عليه وتوسعة الأعداد بما يشمل أكبر قدر يمكن الإفراج عنهم، و لم يتم بعد تحديد مكان جولة المفاوضات القادمة. وسوف نحرص في الوفد الحكومي المفاوض على أن تكون قائمة من سوف يفرج عنهم واسعة، ونتمنى أن تضم الجميع وعلى رأس القائمة محمد قحطان بعد الكشف عن مصيره وزيارته، واللواء فيصل رجب بالإضافة إلى بقية المحاكمين وكتاب الرأي وكبار السن والمرضى والجرحى والأكاديميين وغيرهم.