رغم إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التجميد المؤقت لتقليص صلاحيات المحكمة العليا، تواصلت الاحتجاجات الغاضبة، وأعلن قادة الاحتجاج الاستمرار في فعالياتهم ضد التعديلات القضائية حتى إلغائها بالكامل، معتبرين أن «التعليق» مجرد مناورة لكسب الوقت. واتهموا نتنياهو بأنه يناور بتأجيل التعديلات من أجل تمريرها لاحقاً بعد إضعاف الضغط الشعبي، مشددين على أنهم لن يبتلعوا الطعم. وتصاعدت موجة الغضب، ما دفع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، إلى استضافة الأحزاب السياسية لحوار ينهي انقساماتها حول قوانين الإصلاح القضائي. ولم يحدد مكتب هرتسوغ موعد استضافة هذا الحوار الذي يتوقع أن تشارك فيه جميع الأحزاب والكتل في الكنيست. وأجرى هرتسوغ اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعيم المعارضة يائير لابيد ووزير الدفاع السابق بيني غانتس، لإطلاق عملية حوار سريعة تحت رعايته حول الإصلاحات القضائية. وتوقعت مصادر إسرائيلية مطلعة أن الحوار سينطلق قبل عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ في الخامس من أبريل ويستمر لمدة أسبوع. وقالت إن الحوار سيعقد في مقر الرئيس، وستتم دعوة الأحزاب بما فيها العربية للمشاركة، على أمل التوصل إلى اتفاق. من جهته، قال مكتب هرتسوغ إن الرئيس طلب من كل جانب تشكيل فرق تفاوض حتى تبدأ المحادثات.وكان نتنياهو أعلن في خطاب متلفز مساء (الإثنين)، تعليق تصويت الكنيست على تشريعات إصلاح القضاء، للتوصل إلى اتفاق واسع من منطلق المسؤولية الوطنية والرغبة في منع انقسام الأمة. إلا أن آلاف المتظاهرين واصلوا التدفق إلى الشوارع في تل أبيب ومدن أخرى، مؤكدين ضرورة إلغاء جميع التشريعات التي تتضمنها الخطة المثيرة للجدل، وعدم الاكتفاء بتجميدها مؤقتاً. واندلعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى شارع أيالون في تل أبيب وإغلاقه، بحسب صحيفة «هآرتس»، مؤكدة استخدام الشرطة وسائل تفريق المتظاهرين؛ مثل الخيالة وسيارات المياه العادمة والقنابل الصوتية لمنع المحتجين من الوصول إلى الشارع الرئيسي. وأصيب شرطيان إسرائيليان بعدما ألقى متظاهرون تجاههم الزجاجات في تل أبيب. وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الشرطة اعتقلت 33 متظاهراً خلال احتجاجات تل أبيب الليلة الماضية. ونقلت القناة (12) عن متظاهرة قولها: هناك فوضى عارمة، الشرطة تستخدم المياه العادمة في جميع الاتجاهات، والخيالة يدخلون بين الحشود. وأضافت: كان هناك اضطراب كبير، ركض الناس فوق بعضهم لتفادي الخيول. من جهته، أعلن زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد استعداده للحوار وفق منحى محدد، والسعي «لإنجاز دستور لإسرائيل على أساس وثيقة الاستقلال»، بحسب تعبيره. وحذر من أنه إذا «حاول نتنياهو الخداع» فسيجد نفسه مرة أخرى أمام مئات الآلاف من المتظاهرين. فيما دعا رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي الجنود إلى مواصلة أداء واجبهم، والتصرف بمسؤولية في مواجهة الانقسامات الاجتماعية المريرة. وقال: إن هذه المرحلة مختلفة عن أي مرحلة شهدتها إسرائيل من قبل. وأضاف أن إسرائيل لم تشهد توالي مثل هذه الأيام «المفعمة بالتهديدات الخارجية في وقت تتشكل فيه عاصفة في الداخل». وطالب رئيس لجنة الأمن في الكنيست بإعادة وزير الدفاع إلى منصبه بعد أن أقاله نتنياهو رداً على مطالبته بالعدول عن خطة إصلاح القضاء، ورأى رئيس لجنة الأمن في الكنيست أن «هذا ليس الوقت المناسب لتغييرات في وزارة الدفاع».