كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن دولا عربية قدمت عرضا لنظام بشار الأسد للمصالحة «المشروطة» مقابل المساعدة في عملية إعادة إعمار سورية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين بارزين قولهم: إن المحادثات التي قادتها الأردن اقترحت التوسط لدى الولاياتالمتحدة وأوروبا لرفع العقوبات عن النظام السوري، إلى جانب الدعم المالي، مقابل التزام الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة السورية، وقبول قوات عسكرية عربية لحماية اللاجئين العائدين إلى بلدهم، ووقف تهريب المخدرات. وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن مصدرا سوريا أفاد بأن الأسد «لم يبد اهتماما» بخصوص الإصلاح السياسي الداخلي، أو بقبول حضور قوات عسكرية عربية، فيما لم تظهر القوى الغربية أي مؤشر على إمكانية رفع العقوبات عن نظام دمشق. ولفتت إلى أن المحادثات، التي لا تزال في بدايتها، شهدت دفعة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سورية وتركيا وخلّف خسائر بشرية جمة ودمارا هائلا، إذ يحاول نظام الأسد استغلاله لفك العزلة المفروضة عليه، كما أن دولا عربية بدأت تتحدث عن ضرورة خلخلة «الوضع القائم» في الملف السوري والدفع باتجاه إيجاد حل ينهي الأزمة الإنسانية. ووصفت الاتفاق بين السعودية وإيران بأنه يشكل تغيرا جيوإستراتيجيا كبيرا في المنطقة، ما قد يفتح الباب أمام سورية للعودة إلى الساحة، خصوصا مع أحاديث بأن عودة النظام السوري للجامعة العربية ستكون موضوع بحث ونقاش للقمة العربية القادمة التي ستحتضنها المملكة العربية السعودية. وفي ما يتعلق بالموقف الأمريكي، لفتت «وول ستريت جورنال» إلى أن المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، قال في وقت سابق: إن الولاياتالمتحدة ستشجع أي تطبيع للعلاقات مع سورية فقط في حال التزم نظام الأسد بخريطة طريق تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة.