هل التطبيق الفعلي للائحة الأساسية للأندية الرياضية يتواكب مع المرحلة الحالية؟ هل الفكر الإداري في الأندية يحقق تطلعات الجماهير؟ هل الجمعيات العمومية للأندية حاضرة وتقوم بدورها؟ رغم التعديلات التي أجرتها وزارة الرياضة أخيراً، هناك ثغرات في «تطبيق» هذه اللوائح، استفاد منها بعض المنتفعين في دخول مجالس إدارات الأندية مع عدم تخصصهم وكفاءتهم. رغم الدعم الحكومي الكبير غير المسبوق والإنجازات الكبيرة التي تحققت في فترة قياسية ونالت بها المملكة موقعاً مرموقاً وجذاباً في الأحداث الرياضية الكبرى إلّا أن بعض الأندية ما زالت عاجزة عن بناء منظومة قادرة على الاستمرار ومواكبة هذا التطور بسبب سوء الاختيار. البعض من رؤساء الأندية استمر فترةً طويلة بقوة النظام رغم عدم تحقيق أي إنجازات تذكر أو تلفت النظر، وهناك الكثير من الأمثلة التي أسقطت عدداً من الأندية بسبب سوء الإدارة من مسؤوليها ورفضهم التخلي عن مناصبهم رغم فشلهم الذريع في تحقيق طموحات وتطلعات الجماهير مع توفر كل العوامل المساعدة لتحقيقها. الجمعيات العمومية يجب أن يكون لها دور أكثر فعالية في إسقاط مجالس إدارات الأندية ومحاسبتهم في حالة عدم تحقيقهم الوعود التي قطعوها على أنفسهم عند انتخابهم. أدرك جيداً أن وزارة الرياضة تواجه الكثير من الصعوبات في إيجاد الرئيس المناسب، بل هناك عزوف لدى البعض في الترشح لرئاسة النادي؛ لأنه يدرك في النهاية أن الوصول لكرسي الرئاسة ليس سهلاً؛ لذلك استفاد بعض المنتفعين ورشحوا أنفسهم. رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في الأندية عملة صعبة، أعطني رئيساً مفكراً وعاشقاً أُعطِك نادياً يعشق الوصول إلى القمم. والوضع الحالي في مجالس الإدارات مكّن بعض أصحاب النفوذ من السيطرة والتحكم بالجمعيات العمومية من خلال اختيار الأعضاء المقربين وتشكيل تكتلات ورفع رسوم العضوية لتتيح لهم الترشح والاستمرارية عكس من يرغب في الترشح وليس له معرفة بعدد الأعضاء، وقد يكون هو الأفضل لإدارة دفة أمور النادي، لأن التكتلات هي التي تحدد اختيار الرئيس حتى لو لم يكن الأكفأ. وهناك كثير من النماذج الرائعة لرؤساء أندية قادوا أنديتهم إلى منصات التتويج وإنجازات فرقهم تتحدث عنهم، وهناك رؤساء أسقطوا أنديتهم لأسباب مختلفة قد يطول شرحها. أنا متأكد من أن وزارة الرياضة لديها برامج خاصة لتطوير اللوائح والأنظمة للجمعيات العمومية للأندية لتتواكب مع المرحلة الحالية والقادمة والإشراف على تطبيقها. وتختلف طموحات الأندية حسب الإمكانات، فهناك من يعتبر وجوده في دوري روشن كافياً، وهناك من يطمح في البطولة، وهناك من يطمح في البقاء في دوري يلو، وهناك من يهمه أن يستمر في منصبه فقط لأطول فترة ممكنه، وبالتأكيد أن الفكر والإمكانات والدعم تلعب أدواراً مهمة في هذه الطموحات. أفضل الممارسات تقول إن اختيار الرئيس التنفيذي من خارج مجلس الإدارة مهم جدّاً حتى يستطيع ممارسة صلاحيته دون تأثير عليه من مجلس الإدارة أو تعارض للمصالح، ويتم الاختيار وفق أسس وشروط مبنية على خبرات وشهادات علمية تتوافق مع المهمات الموكلة له. مهم جدّاً أن نصل إلى نشر ثقافة الجمعيات العمومية للوصول إلى المعايير التي تمكن الأعضاء من اختيار الأفضل لمجالس إدارات الأندية وإبعاد المنتفعين وتهيئة البيئة المناسبة للجمعيات العمومية للقيام بدورها لتشكيل مجالس إدارات تمتلك جميع المقومات التي تحقق الأهداف التي وضعتها الوزارة من أجل تطوير المنظومة الرياضية. sami4086@