بدون رتوش... وبدون مقدمات، هو اسم لا يعوض وشخصية فذة. لم يفقده أبناؤه وبناته وزوجته وأحفاده فقط، بل فقدته بني ظبيان بقضها وقضيضها، فقده كل من عرفه فأحبه.. فقده الوفاء، فقدته الأمانة، فقدته الرجولة والعقل الراجح. فعلاً إنه فقيد لا يعوض، ولكن الأمل في الله بأن يجمعنا به وبمن سبق على الحوض المورود بإذنه جل وعلا. أبو عبدالله انتقل إلى رحمة ربه واقفاً، واقفاً على أخلاقه، شامخاً في مبادئه، واقفاً على كرمه، واقفاً على تواصله، واقفاً على صلاحه ولا نزكي على الله أحداً، وواقفاً حتى في مرضه، لم يُتعب أحداً، ولم يكلف نفساً فوق طاقتها، واقفاً في رجولته ونصحه، واقفاً في عدله، واقفاً في إنصافه.. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنات، فقد أدى أمانته الدنيوية بالوفاء والتمام كما عرفناه.. في بيته وفي أسرته.. وفي جماعته.. وفي قبيلته... وفي عمله. رحمه الله رحمة واسعة، فقد كان صادقاً في نصحه، صادقاً في قوله، عدلاً في صِلاته.. واصلاً لقرابته ورحمه.. متمسكاً بالدين الحنيف.. شديد الغيرة على محارم الله. وهكذا تفوح دائماً شذا سيرته العطرة في القرية وفي القبيلة وفي المدينة.. وفي أماكن عمله. رحم الله أبا عبدالله وغفر له وجمعنا به وبمن سبقه على الحوض المورود. سأظل في ذكراه، فقد كان لي معه مواقف رجولية لا يمكن أن تنسى أبداً، مواقف عزت عند عظماء الرجال ولم تعز عند سعد بن أحمد، كان دائم النصح ودائم السؤال ودائم الود والمحبة. كان في شهامته وكرمه نسخة من والده الوالد أحمد بن عبدالرحمن (ألا ترى أن هذه الأسماء ذات جرس خاص بدون مقدمات).. وألا ترى سلامة وصحة القول.. وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه.... و هكذا كان ولا زال عظماء الرجال.. توفي العم أحمد فحلَّ محله سعد، ولا شك أن رحيله سيكون قاسياً ولكن عبدالله وإخوانه وعائلة آل عبدالرحمن ستبقى مرفوعة الراية كما عرفناها. يا أبا عبدالله: ما أجمل آخر لقاء حينما طوفت بي حديقة منزلك، وأسررت إلي بأنك راض عني وعن صحبتي وووو. أنت يا أبا عبدالله كنت أكثر من أخ أو رحيم أو قريب، أنت كنت كل هؤلاء وأكثر... رحمك الله وغفر لك وعفا عنك.. وأسكنك برحمته الفردوس الأعلى. وعزائي لأبنائك وأهلك جميعا وقبيلتك وأصدقائك وجميع من عرف.... سعد بن أحمد، وإنا لله وإنا إليه راجعون.