مع انطلاقة السنة الثانية من الحرب الروسية الأوكرانية، بات واضحاً أنه لا توجد أدلة على أن القتال سيتوقف، خصوصاً بعدما أعربت الدول الغربية الكبرى عن عدم ثقتها بالصين وسيطاً في النزاع، عقب تقديمها خطة سلام من 12 نقطة. فقد اصطلت أوكرانيا أمس بعدد من الصواريخ الروسية. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ شعبه الأسبوع الماضي بأن حرباً طويلة ستُشنُّ «خطوة بخطوة»، فيما تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بأن تزويد أوكرانيا بالأسلحة المتقدمة لن يفتر، حتى تبقى أوكرانيا دولة ديموقراطية ذات سيادة. وتكهن الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي أمس (الجمعة)، بأن أوكرانيا ستنتصر في الحرب خلال 2023، بمساعدة حلفائها. لكن لا بوتين ولا نظيره الأوكراني حددا خريطة طريق لتحقيق النصر، فيما استمر القتال اليوم (السبت) بهجمات صاروخية على امتداد خطوط الجبهة. وأبدى حلفاء غربيون قلقهم أمس من إعلان إيران أنها نجحت في صنع صاروخ بالستي قادر على الوصول إلى مسافة 1260 كيلومتراً، وسط تكهنات بأن إيران ستزود به روسيا. غير أن الحلفاء الغربيين أخفقوا في اجتماع وزراء المال في مجموعة الدول العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم في التوصل إلى إجماع على إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا. واختتم الاجتماع الذي استضافته الهند أمس دون اتفاق على بيان ختامي. وتمسكت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها بأنه لا معنى لصدور بيان لا يتضمن إدانة صريحة للغزو الروسي لأوكرانيا. وذكرت مصادر في الاجتماع أن روسيا والصين -وهما عضوان في مجموعة ال20- رفضتا الإدانة. وتصف روسيا هجومها على أوكرانيا بأنه «عملية عسكرية خاصة». ولا تسميه غزواً، ولا حرباً. وقال وزير المال الفرنسي برونو لو ماير إنه لا يمكن أن تتراجع المجموعة عن بيان قمتها التي عقدت في بالي بإندونيسيا في نوفمبر الماضي، الذي تضمن تنديداً صريحاً بالعملية الروسية. وزاد: «إما أن تكون لهجتنا موحدة، وإلا فإننا لن نوقع على أي بيان ختامي». ولم يعد أمام الهند سوى إصدار بيان يحوي وقائع الاجتماع، بحكم رئاستها للمجموعة.