تذكر الوثائق التاريخية أن الإمام سعود الكبير بن عبدالعزيز بن محمد آل سعود، عندما دخل مكةالمكرمة عام 1218ه، قام بالكثير من الأمور التي تتفق مع الشرع، وبما جاءت به دعوة التجديد التي أطلق جذوتها ونشرها أئمة وحكام الدولة السعودية الأولى، إذ قام بتأمين الناس على أرواحهم وأموالهم، ومنع كل ما من شأنه أن يعكر صفو الحجيج أو يفسد عليهم حجهم. ويسطر التاريخ منذ أمد بعيد الجهود الخالدة التي قامت وما زالت تقوم بها المملكة منذ تأسيسها، في سبيل خدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما، وتقديم أقصى سبل ووسائل الراحة والخدمة لقاصديهما من الحجاج والمعتمرين. وذكرت المصادر، أن الإمام سعود حينما دخل مكةالمكرمة كتب كتاباً إلى السلطان سليم. وبدأت حكاية العناية بالحرمين الشريفين على يد أمراء وملوك الدولة السعودية منذ عهد التأسيس وحتى وقتنا الحاضر، حيث أولوا هذه البقعة من الأرض جل اهتمامهم وعنايتهم، ومن ذلك أن الدولة السعودية الأولى وعلى يد الإمام عبدالعزيز بن محمد آل سعود وابنه سعود الكبير، قامت بكسوة الكعبة المشرفة بأجود أنواع الحرير، وكذلك قام بتوزيع الصدقات والأموال على وفود الحجيج، كما جعلوا السقاية والرفادة من أولوياتهم التي عملوا على تطويرها وتحسينها بما يتلاءم مع تلك المرحلة ووفقاً للإمكانات المتاحة حينها. وما زال الحرمان الشريفان يشكلان أهمية بالغة لدى حكام هذه الأرض المباركة، فمنذ أن استعاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ملك آبائه وأجداده، معلناً قيام الدولة السعودية المعاصرة الأولوية القصوى للحرمين، تأتي في مقدمة اهتمامات الملوك الذين تسنموا قيادة هذه البلاد حتى عهد الملك سلمان، حفظه الله. وتذكر المصادر التاريخية أن الملك عبدالعزيز عندما استعاد مكة أمر بترميم المسجد الحرام ترميماً كاملاً، وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه وترخيم وتجديد ألوانه كما أمر - رحمه الله - بترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته ووضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حرّ الشمس، كما أصلح مظلة إبراهيم وقبة زمزم و«شاذروان» الكعبة المشرفة. واستمرت أعمال الاهتمام والإصلاح والتعمير والتطوير منذ ذلك الوقت حتى وقتنا الحاضر وهذا العهد الزاهر الذي وصلت فيه خدمة الحرمين إلى مرحلة لم يسبق لها مثيل، إذ يتواصل الاهتمام والمتابعة من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، لتذليل كافة العقبات في سبيل عمارة الحرمين الشريفين وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ليؤدي حجاج ومعتمرو وزوّار مكةالمكرمة والمدينة المنورة مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان واطمئنان. الملك عبدالعزيز أمر بترميم المسجد الحرام إصلاح كل ما يقتضي إصلاحه وتجديد ألوانه ترخيم الواجهات المطلة على المسجد الحرام ورحباته وضع سرادقات في الصحن لتقي المصلين حرّ الشمس أصلح مظلة إبراهيم وقبة زمزم و«شاذروان» الكعبة