سررت كثيراً عند متابعتي لأجزاء متعددة من حفل التكريم (جوي أووردز) الذي تبنته بمهنية عالية هيئة الترفيه وشمل أعداداً كبيرة من رموز الفن. الحقيقة أن مثل هذه المناسبات والحصول على الجوائز التذكارية تعتبر من أهم المحفزات بعد المال لتقديم الأفضل والتنافس على الجودة النوعية. في الولاياتالمتحدة تتعدد هذه المناسبات ولكل واحدة تاريخ محدد في الروزنامة؛ بعضها للسينما وبعضها للتلفزيون وللمسرح إضافة لمناسبات تكريم أخرى مختلفة. وأنا أتابع هذا التكريم الفخم وغير الممل رغم امتداده ساعات عدة، طاف بي الخيال كالعادة إلى مشهد أكبر أتمنى لو نبادر بالتخطيط له على مستوى الوطن. هناك أبطال خارج الفن والدراما يستحقون مناسبات سنوية كهذه تحظى بالجودة والتغطية والقيمة المعنوية.. سأضع بعض الأمثلة هنا. نحتاج إلى مناسبة يتم فيها تكريم أفضل 50 موظفاً مستجداً في القطاع الخاص تشرف عليه هيئة محاسبية مستقلة. هذه مبادرة تتولى مسؤوليتها وزارة الموارد البشرية في المملكة. تخيلوا لو تم تصميم جوائز هذه المناسبة لتشمل منزلاً وسيارة مثلاً لشاب مستجد لم يمضِ على تجربته إلا سنتان أو ثلاث سنوات. كم موظف سيسعى لنيل هذا الشرف؟ ما الذي سيطرأ على انضباط الموظفين الجدد وجديتهم في الأداء؟ هناك الكثير من المبادرات الأخرى منها تكريم أفضل مقدم خدمة، وأفضل عامل نظافة، وأفضل مدير مطار، وأفضل 50 معلماً ومعلمة، وافضل خدمة بنكية، وأفضل مطور عقاري، وأفضل رعاية صحية، وأفضل بلدية (مدينة)، وأفضل شركة توصيل، وأفضل وكالة لصيانة العربات وغيرها. وهكذا بحيث تستمر المناسبات في روزنامة العام الواحد بمعدل شهري لكل تكريم. بعض هذه الجوائز وبتقدير من القيادة العليا قد تصل أهميتها إلى مستوى (جائزة الدولة) ويرعاها الملك -حفظه الله- أو من ينوب عنه. اقتراحي هذا يهدف إلى بث الطاقة الإيجابية في العمل وزرع التنافس على تقديم الجودة في جميع المجالات والأهم أيضاً أنه يساعد على تحقيق الأهداف في زمن قصير وقياسي تسابق فيه دولتنا دولاً متقدمة بعد أن تخلفنا عقوداً عدة. الجميل والمحفز أن كل ما ذكرت لا يتطلب أكثر من وضع المعايير المحددة لكل مسابقة، وتكليف المؤسسات المالية المستقلة بتطبيقها والترتيب لها عبر المنظمين المحترفين بتنظيم مثل هذه الاحتفاليات بلا ملل كما شاهدنا في برنامج هيئة الترفيه الرائع الذي افتتحت به هذا المقال.