•• يزخر التاريخ القديم والحديث بمكفوفين عباقرة شكلوا فكراً رزيناً.. عظماء دخلوا التاريخ بإصرار على التفوق والإبداع.. مبدعون بنجاحات مبهرة وتفوقاً محلياً وعالمياً.. هؤلاء المكفوفون المعتمدون على «البصيرة» لا «البصر» الأكثر توقداً بملامح ذكاء واضحة، والدليل وجود مكفوفين خلدهم التاريخ.. وصدق نزار قباني في رثاء عميد الأدب العربي نجيب محفوظ حين قال: «ارمِ نظارتيك ما أنت أعمى، إنما نحن جوقة العميان». •• وثمة دراسة لجامعة «مونتريال» الكندية (2012)، تؤكد أن عقل المكفوف يعيد تركيب ذاته لاستعمال القشرة البصرية.. وأثبتت دراسة أخرى دنماركية (2014) انخفاض قدرة المكفوف على تصوير أحلامه مع تقدم سنه، فمن يولد مكفوفاً يرى كوابيس في نومه أكثر من المبصر.. ولكن الملفت ما نشرته مجلة (ARVO) في تقريرها لعام 2020 عن ارتفاع عدد المكفوفين في العالم إلى 49.1 مليون شخص. •• ومن العجائب الربانية لقدرة الكفيف وذكائه؛ تعويضه نقص الرؤية بحواسه الأربع المتبقية.. فحين ينصت لأي صوت يستمع له بتركيز يقدِّر المسافة بينه وبين مصدر الصوت القادم.. ويستخدم الكفيف انعكاس الأمواج الصوتية لتكوين صورة ذهنية لمحيطه، فيحدد الموقع بالصدى تجنباً للاصطدام.. بهذه المزايا الإلهية خرج إلى العالم مكفوفون أناروا بما منحهم الله تعالى من «بصيرة» طريق من أعطاهم الخالق سبحانه «البصر». •• وما يثلج الصدر في الاكتشافات الطبية الحديثة، أن ما يزيد على 80% من ضعاف البصر يمكنهم تجنبه عن طريق الوقاية والعلاج.. أما الأمر المؤسف؛ أن كل خمس ثوان يتحول شخص في العالم إلى «مكفوف»، وفي كل دقيقة يتحول طفل في العالم إلى «مكفوف».. وبين إثلاج الصدر وذلك الأمر المؤسف؛ لم يعد أصحاب «العصا البيضاء» منعزلين مع عصاهم الرامزة على استقلاليتهم. فاقد البصر بين البصيرة والحاسة: عقل المكفوف يعيد تركيب ذاته بالقشرة البشرية الكفيف يعوِّض نقص الرؤية بالحواس المتبقية ينصت للأصوات بتقدير المسافة بينه وبين المصدر يستخدم انعكاس الأمواج الصوتية لتكوين صورة ذهنية لمحيطه