لا يحسد لبنان الرسمي على اللحظات العصيبة التي يمر بها منذ ليل (الأربعاء) الماضي على خلفية حادثة اليونيفيل التي أدت إلى مقتل جندي أيرلندي على «بقعة مسلحة من أراضيه»، ووقوفه عاجزاً عن تحديد «هوية الرصاص»، المعروفة أصلاً من قبل القاصي والداني. فكيف لهذا البلد أن يواجه كمية الاتهامات والأسئلة التي صُبت فوق رأسه؟ هل سيواجه من ورطه بدماء الجندي الأيرلندي وكيف؟، ماذا يملك من أدلة على براءته وهو محكوم بسلاح «حزب الله»؟، كيف سيحدد إذا ما كانت الرصاصات «مجهولة الهوية» رسالة من داخل الحدود أم عابرة لها؟ وهل هو قادر على تبني رواية «حادثة عابرة» وهناك دماء دولية سالت على أراضيه؟ وهل بيان حزب الله وعزاء وفيق صفا كافٍ لتبرئة «السلاح» من الجريمة؟ على وقع هذه الأسئلة والبيانات الدولية شديدة اللهجة التي صدرت في الساعات القليلة الماضية، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزيف عون صباح اليوم (الجمعة)، مقر القوات الدولية «اليونيفيل» في الناقورة. وأكد ميقاتي بعد الزيارة التضامنية أنّ «لبنان يتمسك باليونيفيل وملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، ويحترم القرارات الدولية، ويدعو الأممالمتحدة إلى إلزام إسرائيل بتطبيقه كاملاً ووقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان، وانتهاكاتها لسيادته براً وبحراً وجواً. ووصف البيئة التي يعمل فيها الجنود الدوليون بانها «بيئة طيبة». مضيفاً أن التحقيقات متواصلة في مقتل الجندي الأيرلندي، ومن تثبت إدانته سينال جزاءه. وأعرب ميقاتي عن التقدير الكبير لمساهمة اليونيفيل في السلام والاستقرار في جنوبلبنان، وقال: أنا هنا لأؤكد مرة أخرى أن الشعب اللبناني وأنا شخصياً، نقدر عميقاً العمل الذي تقومون به، جنباً إلى جنب مع الجيش للحفاظ على السلام والهدوء في الجنوب.