من سيأخذه الكأس؟ هذا الذي وحد الناس والتقنية وشردنا في الشبابيك نبحث عن تغطية وشتتنا في الشوارع نبحث عن شاشة عامة صافية من ستأخذه الكأس من أمم الأرض هذا الذي أدمع البعض أبكى الملايين في لحظة وأضحك قوماً ووتر حتى الجماد وزخرف باللون تلك الحشود وقال نعم لفريق وأردف للند في ومضة بلا العجيبة والنافية. إنها المستديرة دون أمان لبضع دقائق كلا ولا ثانية يتوحد في المستطيل الأوادم لا دين لا لون لا عرق يحيي التنوع في غفلة من يد الساسة الباغية. وأنا ورطتني القصيدة بالقافية إنه المونديال يلتقي الين فيه مع ليرة وريال يلتقي الطاعنون به والشباب يلتقي صبية يافعون به والصبايا يزخرفن أوجههن برايات بلدانهن هنا يلتقي جسر لندن والسين والشرق والغرب تلتقي الشمس بالأنجم الزاهية والرياض وطهران والسند والهند قبرص تضحك من نكتة من رواية أنطاكية. تلتقي تل أبيب وغزة تتصافح موسكو وأوكرانية دوحة العرب لاحت مطرزة بالضياء مرشرشة بالعطور وترعى الضيوف بكل وداد كأنها أم لهم حانية. من سيأخذه الكأس أي بلاد تجيد التموسق والعزف فوق البساط إذن لا حظوظ لمن لا يجيد الصمود ولا من يخور سريعاً ولا من يخون الشباك ولا من يخوض الغمار بوهم ويأس وبالعافية ركلات الجزاء ورمي التماس التسلل والمصيدات كرات ارتداد وركلة ركن وتصويبة الحكماء ترجح كف الذي يتقن الاقتناص ويخترق الخصم بالركلة القاضية (الفنون جنون) وقلب الجماهير يخفق والناس تتبع أهواءها وتشجع في صورة راقية. ليت ساستنا في جميع الدنا يدركون التعايش في وسط المونديال علهم يفهمون بأن السياسة فن وأن الحروب غباء وأن الجماهير حق عليها بأن لا تسير الجماهير في طرق الوقت دامية حافية. تعز 27 نوفمبر 2022