يبدو أن قصة مونديال 2022 لن تُمحى من تاريخ كرة القدم العربية، بل من المُمكن أن تكون البداية الحقيقية لأنْ يدخل العرب المنافسات في السنوات القادمة دون استخدام الجملة المطاطية والانهزامية «أداء مُشرّف»، بمعنى آخر اللعب من أجل الخروج بوجه مُشرّف. لطالما نحن المشجعين العرب نملك من الطموح الكبير أن نرى منتخباتنا العربية تلعب أمام كبار كرة القدم دون خوف، وأن نُمارس اللعبة معهم بنفس عقولهم التي ترسخت فيها كرة القدم منذ أكثر من 100 عام حتى أصبحت لديهم ثقافة ومبادئ لا يُمكن التنازل عنها. بدأت هذه القصة عندما جاءت السعودية بمفاجأة كبيرة حيث أطاحت ببطل كأس العالم مرتين والذي يُشارك كبطل لكوبا أمريكا (الأرجنتين) عندما قلبت الطاولة وفازت عليه بنتيجة 2-1، وبعدها فوراً جاءت تونس وحققت نتيجة إيجابية وقبل كل ذلك أداء رائعاً ضد الدنمارك بطل أوروبا 1992 الذي وصل إلى نصف نهائي أمم أوروبا الأخيرة. السعودية في الجولة الثانية نعم خسرت من بولندا بنتيجة 0-2 ولكنها قدمت أداء خيالياً ولن أقول «أداء مُشرّفاً» بل خرجت مرفوعة الرأس ونحن نعلم علم اليقين بأن ما حدث ما هي إلا مجرد نتيجة كرة قدم لا تعني أن السعودية كانت سيئة وقد خسرت بأقل الأضرار، تفوقت على المستوى الجماعي والفردي وأضاعت ضربة جزاء عن طريق سالم الدوسري، وكان الصقور يلعبون حرفياً ضد الحارس البولندي تشيزني الذي كان بارعاً بمنع السعودية من التقدم والتفوق في هذه المباراة. المغرب من عالم ليس بالبعيد ولكن بنتائج أفضل، وصلت إلى النقطة 4 في مجموعة كرواتيا، بلجيكا، كندا.. لعبت مباراة كبيرة ضد كرواتيا ولعبوا معهم الند بالند، من هو منتخب كرواتيا؟ وصيف مونديال 2018 في روسيا.. والمفاجأة الجميلة كانت اليوم (الأحد) ضد منتخب بلجيكا المليء بالنجوم الذين يلعبون في أقوى أندية أوروبا عندما حقق المنتخب المغربي فوزاً كبيراً ورائعاً بقيادة المدرب وليد الركراكي الذي تفوق بالكامل على المدرب الإسباني روبيرتو مارتينيز وفاز بنتيجة 2-0. الركراكي لم يلعب بنفس الشكل التكتيكي والفني ضد بلجيكا كما فعل ضد كرواتيا، ولكنه قام بتجزئة المباراة بشكل رائع يستحق، وماذا حدث؟ البديلان عبدالحميد صابيري وزكريا بو خلال سجلا هدفي الفوز على بلجيكا. العرب في الطريق الصحيح، من هنا يجب أن نبدأ بترسيخ عقلية إن كرة القدم تُلعب 11 ضد 11، ولا يوجد مجال للمستحيل في المستطيل الأخضر، السنوات القادمة هي سنوات التحدي والتطور والتحسن والعمل على بناء البنية التحتية بشكل أفضل، أمامنا طريق طويل وسنقف دائماً معهم في السراء والضراء ولكن نريد أن نرى عملاً حقيقياً فليس هناك فارق بيننا وبينهم!