اذا كانت انكلترا قدمت كرة القدم الى العالم فان الفرنسيين كان لهم الفضل في تنظيم هذه اللعبة حتى اخذت طابعها الدولي. وتنظيم المسابقات الكبيرة التي لا تزال تنظم حتى اليوم ولدت بافكار فرنسية ككأس العالم في بداية القرن الحالي جول ريميه وهنري دولوني وكأس ابطال اوروبا غابريال هانو. وهكذا سيبدأ مسلسل المونديال مساء اليوم في باريس بالحلقتين الاولى والثانية بين البرازيل واسكتلندا ثم المغرب والنروج، علماً ان هناك 64 حلقة ستقام في 33 يوماً. وللمرة الاولى يشارك 32 منتخباً في الادوار النهائية بعدما كان العدد السابق 24 فريقاً منذ العام 82. ويشارك 15 منتخباً من اوروبا وخمسة لكل من افريقيا واميركا الجنوبية واربعة من آسيا وثلاثة من منطقة الكونكاكاف. وهناك 18 منتخباً كانوا في نهائيات الولاياتالمتحدة قبل اربعة اعوام وهي المانيا وبلجيكا وبلغارياواسبانياوايطاليا والنروج وهولنداورومانيا من اوروبا والارجنتينوالبرازيلوالارجنتين وكولومبيا من اميركا الجنوبيةونيجيريا والمغرب والكاميرون من افريقيا والسعودية وكوريا الجنوبية من آسيا والمكسيك والولاياتالمتحدة من الكونكاكاف. وهناك ثلاثة منتخبات تتذوق طعم نهائىات المونديال للمرة الاولى وهي كرواتيا وجامايكا واليابان علماً ان القرعة اوقعتها في مجموعة واحدة، اضافة الى جنوب افريقيا. وعربياً يشارك المغرب للمرة الرابعة في حين تعود تونس الى النهائيات بعد غياب دام 20 عاماً في حين أكدت السعودية تطور مستواها في العقد الاخير وتأهلت للمرة الثانية على التوالي. وتصب الترشيحات في خانة المنتخب البرازيلي للاحتفاظ بلقبه ورفع عدد انتصاراته في البطولة الاهم الى 5 وهو رقم قياسي. وخلف البرازيل نجد الارجنتين صاحبة التنظيم الكبير وهي التي لا تخشى البرازيل وتنافسها في بطولات اميركا الجنوبية والعالم على صعيدي الاندية والمنتخبات. وتحاول الارجنتين فتح صفحة ناصعة جديدة في سجلات المونديالية، خصوصاً بعد انهيار الفريق قبل اربع سنوات في منتصف المونديال إثر فضيحة المنشطات التي كان بطلها دييغو مارادونا. والحملة الاوروبية تقودها المنتخبات التقليدية لا سيما المانياوايطالياوفرنساوهولندا وانكلترا مع امكانية ان تلعب يوغسلافيا وكرواتيا وخصوصاً اسبانيا دوراً كبيراً في تقسيم الحصص في الادوار الحاسمة. وتملك المانيا خبرة كبيرة وتضم في صفوفها ثلاثة لاعبين تخطوا عتبة ال 100 مباراة دولية هم ماتيوس 125 وكلينسمان 102 وكوهلر 100، ولم يخرج المنتخب الالماني قبل ربع النهائي منذ العام 54! أما ايطاليا فرغم تأهلها بجراحة قيصرية إثر مباراتين فاصلتين ضد روسيا، تعتبر من ابرز الفرق المرشحة لاحراز اللقب إذ تتمتع بتنظيم صفوف لاعب ودفاع صلب مدعوم بلاعبين موهوبين فردياً وتقنياً قادرين على قلب موازين مباراة في أي لحظة. وتلعب فرنسا امام جمهورها وقد يكون الامر سلاحاً ذا حدين. وتسعى فرنسا الى تحسين افضل نتيجة لها في المونديال هذه المرة بعدما جاءت ثالثة مرتين عامي 58 و86. وتضم صفوف منتخبات هولندا وانكلترا واسبانيا لاعبين كباراً قد يظهرون بقوة خلال المونديال في حين يعتمد اليوغوسلافيون "برازيليو اوروبا" على تقنيتهم العالية وقوتهم الهجومية الضاربة لتحقيق نتيجة مشرفة تعوض لهم غيابهم عن المسارح الدولية منذ العام 1992 بسبب الحرب الاهلية. من جانبها تعتبر كرواتيا الوطنية لتدفع لاعبيها الى اثبات علو كعبهم. وتعتبر المجموعة الرابعة الاقوى بوجود اسبانيا المصنفة على رأس المجموعة وصاحب افضل سجل اوروبي في التصفيات ونيجيريا اقوى منتخب افريقي وبطلة مسابقة كرة القدم في الاولمبيياد الاخير وبلغاريا رابعة مونديال الولايات المتححدة والباراغوي القادرة على ازعاج الخصم. اما اسهل المجموعة فهي مجموعة المانيا السادسة التي تضم ايضاً يوغوسلافيا وإيران والولاياتالمتحدة، ومجموعة الارجنتين الثامنة التي تضم ثلاثة مبتدئين هم كرواتيا وجامايكا واليابان. وباستثناء اسبانياونيجيريا من المتوقع ان يعبر المرشحون في الدور الثاني الذي سيشهد مباريات كبيرة مثل فرنسا - نيجيريا او بلغارياوهولندا - يوغوسلافيا وانكلترا - كرواتياوالارجنتين - رومانيا. وفي حال تقدم المرشحين قد تكون مباريات ربع نهائية ملائمة لمباريات نهائية اذ سيتواجه منتخب فرنسا مع نظيره الايطالي والبرازيل مع اسبانياوالارجنتين مع هولنداوالمانيا مع انكلترا. هذا طبعاً اذ مرّت البطولة من دون مفاجآت وهذا امر مستبعد جداً. ورغم ان البطولات الاخرى تشهد مفاجآت في الادوار الحاسمة مثل فوز الدنمارك بلقب بطولة اوروبا العام 1992 وبلوغ المنتخب التشيكي نهائي البطولة نفسها العام 1996، الا ان المباريات النهائية للمونديال غالباً ما تتواجه فيها الوجوه المعروفة والسجل يثبت هذا الكلام ذلك ان ستة منتخبات فقط خاضت المباريات النهائية في الدورات الثماني الاخيرة المانيا 5 وكل من الارجنتينوايطاليا 3 وكل من البرازيلوهولندا 2 وانكلترا 1. يذكر ان فريقاً واحداً من اميركا الجنوبية توّج بطلاً للمسابقة على ارض أوروبية وكان ذلك العام 58 عندما أهدى بيليه البرازيل لقبها العالمي الاول. ولا يمكن احصاء اطراف "حرب النجوم" بين اللاعبين المنتظر بروزهم في النهائيات وفي حال ذكرنا اسماء رونالدو ودنيلسون ودل بييرو وبيرهوف وغيرهم يبقى الباب مفتوحاً طوال النهائيات مستعداً لاستقبال اي وافد جديد يلفت الانظار. ومن المتوقع ان يدور صراع حامي الوطيس على لقب الهدافين لا سيما بين البرازيلي رونالدو الساحر والالماني بيرهوف العملاق علماً ان الثاني تفوق على الاول في ايطاليا بعدما سجل 27 هدفاً مقابل 25 للبرازيلي.