أضع رأسي للنوم فأرى أصدقائي الموتى يمشون على طرف المخدة مثل أقزام الأساطير.. يلوحون لي بأيديهم لأنضم إليهم في (....) البرزخ. أتأملهم بصمت أفتح راحة يدي ليصعدوا عليها.. انا جبان جداً حين يتعلق الأمر بالذهاب دون عودة، أحتاج أن أصافح كل النجوم أثناء احتضاري لكي تظل أصابعي مضيئة. تلاحقني أطياف الراحلين، وأصواتهم، أشاركهم موتهم كل يوم وأحرس الشقوق .. أنا الآن عالق مثل رسالة بداخل قارورة، مثل حبة قمح في حلق الطاحون. للبقاء تكلفة باهظة، ماذا لو أن الموتى يخرجون للنوم في منازلهم ويعودون قبل أن يستيقظ حارس المقبرة؟ يحتاجون لتفقد ملابسهم ومسح الغبار عن صورهم المعلقة، وقراءة الحكم المكتوبة في ورق التقويم. أحتاج أن أعود لتغطية أطفالي جيداً وتعديل المخدات تحت رؤوسهم، للتأكد من إغلاق باب البيت وإغلاق أسطوانة الغاز. عبدالمجيد التركي